معلمي الغالي!
لا أدري إن كان هذا اليوم الذي خصّص من أجلك في السنة كافياً لرد شيء من الجميل لك, تقديراً لما تقوم به في المدرسة, ولا أدري كيف يمكنني التعبير عن حبي لك، وتقديري لجهودك, وتفانيك في تنشئة هذا الجيل وإعداده إعداداً صالحاً لتطوير أمته, وواعياً لنهج هذا التطوير.
أأتحدث اليوم عن هذا النور الساطع الذي أشرق في دُجَى عمري، يجلو ظلمة الليل عن مداركي أم أتحدث عن القيم والمثل التي بتُّ أتحلى بها, وأحرص على التمسك بها, بل أحثُّ الآخرين على عدم التفريط بها؟ كيف يمكنني أن أثني عليك؟… هل تستطيع هذه اللغة السليمة التي أحرص على النطق بها, وهي بعضُ عطاياك هل تستطيع أن تفي بالثناء عليك؟ هل يمكنني أن أكتفي بتقديم العبارات الطنانة والتعبير المُدَّبج مكافأة لك على ماقدمته لنا من عمل, وما بذلته من جهد, لصنع الإنسان الذي يفخر به الجميع؟..
إليك وحدك يامعلمي الغالي يعود الفضل الأكبر في ما وصلتُ إليه اليوم من منزلة بين زملائي, بالعلم والمعرفة, وذلك لما بذلته من أجلنا في سبيل الارتقاء بثقافتنا ومستوى معرفتنا, فكل قطرة من العرق سالت من جبينك سقت تلك الغراس اليانعة التي أزهرت في ربوع هذا الوطن, وكل كلمة انسالت على لسان قلمك تفجرت عطاءً مزهراً يانعاً, تبعث البهجة في نفوس أبناء الوطن والأمة ..
إليك وحدك اليوم, وفي عيدك هذا أنحني أمامك معترفة بفضلك, مثنية على جهودك, راجية الله تعالى أن تُرْفُلَ بثياب الصحة والعافية على الدوام, وأن تكون مصدر بهجة وفرحة لك, لأننا بعض غراسك اليانعة المثمرة في أرض هذا الوطن المعطاء.
مريم ضاهر الحسين
المرأة العربية