إلى أمي إلى أماني وملاذي إلى بيت أسراري إلى حبي الأول والأخير وإلى من تحمّلت مشاغبتي وتقصيري وثرثرتي اللامتناهية إلى أختي وصديقتي ،إلى التي تحملت عبء الحياة ، والتي كانت تسقيني جرعات أمل وسعادة من بحرها الواسع ، كل عام وأنت الحب والأمل والحياة ، لا أعلم يا أمي كلما كبرت أراكِ طفلة !! نعم طفلة تهوى الحياة والمزاح واللعب ، تحدثني بمشاكلها ، كم أنا محظوظة بكوني أمتلك أماً مثلك متفهمة لمراهقتي الممزوجة بالطفولة والنضج ، شكراً لأنك ترفعينني كلما سقطت يا قارئة لغة عيني وقلبي ..
عندما كنت صغيرة كنت تخبرينني بأنك تقرئين جبهتي ، وتعلمين ما يجول بخاطري ، كنت أظنها دعابة ، ولكنك حقاً تقرئين !! وأشعر أن الكون يضغط على صدري عندما أخفي شيئاً عنك ، هل لأنك منحتني كلَّ ثقتك !وجعلتني أفتح لك باب قلبي على مصراعيه ! كلما عزمت أن أتوقف عن أخبارك تفاصيل حياتي التافهة والبسيطة وإن ما أفعله هو سذاجة أطفال أرجع عن رأي ، أرى نفسي جالسة بجانبك ورأسي على كتفك أقصُّ ما جرى في يومي .. ببساطة أنا أملك جناحاً ممزقاً ، وأمي تمتلك إبرة وخيطاً.
لين قمر الدين
المرأة العربية