آنا كارنينا ..لتولستوي

_أبدع تولستوي في وصف الحالة التي كانت عليها روسيا نهاية القرن التاسع عشر، من خلال شخصيات روايته، تلك الفترة التي اشتد النزاع فيها بين التقليدي المحافظ والحديث المتحرر، فكل بطل يمثل صورة مختلفة من هذا المجتمع.
البطلة «آنا» وأخوها، كلاهما مذنب باتخاذه عشيقا رغم استقرار وضعهما في ظل عائلتيهما.
فضل الأخ إصلاح علاقته بزوجته للحفاظ على الأسرة و الأطفال واتخاذ حبيبة أو حبيبات سراً، مبرره أنه لم يحب امرأته يوما.
أما «آنا» فآثرت الصدق وإخبار زوجها، الذي طالما مقتته لأنه يقدس عمله وينشغل عنها كل الوقت، عن علاقتها بعشيقها، وفضلت أن تطلب الطلاق منه وتتخلى عن ابنها الذي وهبته كل حبها، مما اضطرها للوقوف في وجه مجتمع الطبقات النبيلة التي تدعي الفضيلة ادعاء لا أكثر وتجد كل فرد فيها يسعى لإرضاء رغباته المختلفة بالخفاء على أن يحافظ على مكانته ومظهره بين الناس.
_نهاية «آنا» كانت بخيانة عشيقها الذي ضحت من أجله بكل شيء، عندها قررت إنهاء حياتها بأن تلقي بنفسها على السكة الحديدية للقطار.
_رواية مذهلة حقا، تعدّ من أهم أعمال تولستوي، مثلتها عدة شركات إنتاج كأفلام سينمائية وصل عددها لثلاثة عشر فيلماً.
_وذلك أمر طبيعي بالنسبة لعمل أدبي عالمي، يغوص في أعماق النفس الإنسانية ويصف بطريقة باهرة الصراع بين الأخلاق الفاضلة و الطبائع والأهواء البشرية.
_ربما لم يظهر بجلاء تأييد تولستوي لأي من الفكر القديم أو الجديد، ولكن مما هو مؤكد رفضه التام لاستسلام» آنا» وانجرافها وراء عواطفها ورغباتها مما أدى لتحطيم أسرتها.
نزهة السيد

 

المزيد...
آخر الأخبار