حُـــب

أليسَ الحُبّ أن نحيا وأن نشقى
وأن نُسابق التاريخ؟
أليسَ الحُبّ أن نُشعلَ الدنيا بما فيها؟
وأن نرسم على الجدران قصتنا
أن ننقش أسماءنا ولهَاً
وأن نَصُبَّ الدمع قُربانا
تكونُ الهدايا نظرةً أو همسةً
ويكون الرحيل أبغض الموت شكلاً
نعمّر السقف بأضلعُ الجسدِ
ونقف بوجه البعد
أليس الحب ـ يا حُبي ـ بأن نضعُف؟
بأن نبكي
فالمنديلُ الحنون هو يدك
لا بأس بالبكاء إذاً
لا بأسَ بالجروح والندوب والعويل
لا بأسَ بالوقوع والغصّات ..
أشيءٌ من هذا القبيل يُرى إن كنتَ على شكل منديل !
لا آبه بها إن كنتَ أنتَ الشفاء منها
إن كنتَ أنتَ الدواء لها
قُل لي، كيف ترى الحُب ؟
أتطرّز من أجلي حبات العنب في عنقود؟
أو تجمع من أجلي أنفاسك في قارورة؟
أبِإمكانكَ الركضُ معي لنقطعَ درب المجرّة عدواً
أَتستطيعُ برمشةٍ أن تقيّد الوجع ضمن ذاك الكهف الأسود؟ بعيداً عنّا .. بعيداً كثيراً إذا سمحت!
ولكن ..
لا تبتعد أنتَ!
وإن كنتَ ووحشُ الوجع واحد
فخذني لكهفكَ الأسود
خُذني هناك معك
أليسَ الحُبّ بأن نضحي بأنفسنا؟
بأن نُسمّي مواقيتَ الأشياء المهمة بأسماء من نحب
لتصير أكثر أهمية !
قُل لي يا عزيزي !!
أما اتفقنا على البُعد القريب!
أما اتفقنا على أن تشتري لي أجنحة ملاك؟
وعلى أن تُحيِّي الجميع باسمي
وعدتني، وعدتني أن تقف أمامي دون أن تموتَ
أن تبقى واقفاً صلباً بدون أن تخشى..
كيف مِتَّ ؟
كيف استطاع الموتُ أن يسلبك الوعد؟
أن يسلبنا الفراشاتِ التي لونّاها معاً
وأطلقنا سراحها معاً
ونوينا ذاتَ ليلة ورديّة اللون
أن نموت معاً !!
لمى منصور

 

المزيد...
آخر الأخبار