واقع تدريسها وآفاقه المعلوماتية بمدارسنا .. وضرورة التحديث !

ثمَّة معوقات كثيرة تواجه تدريس المعلوماتية في مختلف مدارس المحافظة ، من نقص بالحواسيب الحديثة المتطورة والمدرسين الاختصاصيين الأكفاء ، وانعدام شبكات النت إلاَّ باستثناءات قليلة ، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر وعدم وجود محولات بديلة تمكن المدرسين من تدريس هذه المادة المهمة جداً لحياتنا اليومية عملياً !. 

وهو ما جعل الفائدة من تدريس هذه المادة لا تستحق الذكر ، رغم أهميتها الحيوية والفائقة لطلابنا الراغبين بنهل علومها ومعارفها واكتساب المزيد من المهارات في تطبيقاتها .
في الملف الآتي ، عرض شامل لواقع تدريس هذه المادة ، ولا بدَّ لمديرية التربية من النظر فيه ومعالجة معوقاته ، كي تؤدي المعلوماتية الغرض الذي أقرَّ تدريسها من أجله .

حماة: 10 مدارس و703 طلاب بالمحافظة لتقنيات الحاسوب
قدم الحواسيب وانقطاع الكهرباء أبرز صعوبات تدريس المعلوماتية
مهنة تقنيات الحاسوب إحدى المهن التي تدرس في مدارس التعليم المهني والتقني وهي من الاختصاصات المرغوبة وعليها إقبال متزايد من الطلاب حيث بلغ عدد الطلاب المستجدين في الصف الأول الثانوي المهني اختصاص حاسوب لعام 2017م-2018م /477/ طالباً وطالبة بينما سجل في العام الحالي /703/ طلاب .
10 مدارس على مستوى المحافظة
وخلال لقائنا رئيس دائرة التعليم المهني والتقني ياسين علي أكد أن عدد المدارس التي توجد فيها مهنة تقنيات الحاسوب 10 مدارس موزعة على كل من : / صوران – طيبة الإمام – كفربهم – ثانوية وجيه البارودي للذكور – ووليد حمدون للإناث بحماة – إضافة الى الصناعة الاولى بمصياف والصناعة الأولى بسلمية والثانوية الصناعية بمحردة والثانوية الصناعية بالسقيلبية والثانوية الصناعية بسلحب والثانوية المهنية بشطحة/ وهذه المدارس تدرس فيها مهنة تقنيات الحاسوب.
توسع بشطحة وكفربهم
وأضاف علي أنه في هذا العام تم التوسع في مهنة تقنيات الحاسوب من خلال افتتاح مدرستين ثانويتين بشطحة وكفربهم بالإضافة إلى إعادة تأهيل وافتتاح مدرستي صوران وطيبة الإمام.
ويحق للخريجين الثلاثة الأوائل من هذه المدارس الانتساب الى كلية الهندسة المعلوماتية أما باقي الطلاب الخريجين فيتقدمون الى مفاضلة لمعهد الحاسوب وهو يشمل ثلاثة اختصاصات / هندسة برمجيات – هندسة الحواسيب ( الصيانة)- وشبكات حاسوبية / بالإضافة إلى أنهم يتقدمون إلى الكلية التقنية بطرطوس والكلية التطبيقية بحماة.
كادر تدرسي ومعوقات
وأشار علي إلى أن الكادر التدريسي لجميع الاختصاصات متوافر سواء من حيث المهندسين أو معلمي الحرف وجميعهم اختصاصيو حاسوب .
أما المعوقات التي تواجه العمل وسير العملية التعليمية بنجاح فهي انقطاع الكهرباء شبه المتواصل ونأمل تأمينه خاصة أثناء الدوام الرسمي.
المعلوماتية في جميع المدارس
أما مادة المعلوماتية والتي تدرس في جميع المدارس أكد الموجه الاختصاصي لمادة المعلوماتية الدكتور موسى الحسن أنها تدرس في كل مدارس المحافظة الإعدادية والثانوية بالإضافة إلى صفي الخامس والسادس في المدارس التي تتوافر فيها قاعة حاسوب.
المرحلة الثانية / السابع والثامن/ تعطى فيهما حصتان أسبوعياً والتاسع والعاشر والحادي عشر حصة أسبوعياً أما الخامس والسادس فتعطى حصة أسبوعياً خارج أوقات الدوام الرسمي .
أما المدرسون من داخل الملاك فهم خريجو معهد تقنيات الحاسوب بحدود 100 مدرس كما يوجد عدد لابأس به من المدرسين الاختصاصيين والذين اتبعوا دورة لمدة تسعة أشهر في مركز الباسل للمعلوماتية كما يوجد مكلفين من خارج الملاك من اختصاصات معلوماتية بكل فروعها / شبكات – برمجة …/ إضافة الى الذين يحملون شهادات تجارة واقتصاد / اختصاص نظم معلومات/ هذا بالإضافة إلى المعهد التجاري المصرفي وكذلك الهندسات بكل أنواعها.
وحالياً في الفترة القليلة الماضية تم ترشيح أربعة مدرسين للعمل كمدربين لمدرسي المحافظة على منهاج المعلوماتية المطور لوزارة التربية.
مؤهلون
وأشار الحسن إلى أن جميع المدرسين تم تأهيلهم بعدة دورات اختصاص ومناهج وطرائق تدريس، وحالياً تعمل مديرية التربية مع موافقة الوزارة على إقامة دورة في مدرسة عبد العزيز عدي يوم السبت من كل أسبوع اختصاصية بالمنهاج الثانوية والمعلوماتية / APP –INVENTOR-C#/ موكداً أنه لايوجد نقص يذكر في الكادر التدريسي على مستوى المحافظة حيث تم تأهيل عدد كبير من المعلمين والمدرسين لهذه المادة.
معوقات..
أما عن المعوقات ذكر الدكتور الحسن أن هناك عدة معوقات تواجه العمل التدريسي لمادة المعلوماتية ومنها أنه خصصت حصة واحدة للثانوية / العاشر والحادي عشر /وهي لاتكفي لإنهاء المنهاج وأقترح زيادة عدد الحصص إلى حصتين كما كان سابقاً من فترة لاتقل عن سنتين فاختصار الحصتين إلى حصة واحدة جعل التدريس صعباً وهي غير كافية.
كذلك أن الحواسيب في جميع المدارس قديمة ولاتتحمل البرامج الموجودة في المنهاج المطور.
ياسر العمر

محردة :المطلوب زيادة الغرف الصفية
مع التطور التكنولوجي الكبير الذي طرأ على العالم كان لابد للتربية والتعليم من اعتماد الطرق الحديثة في التدريس بالمدارس الحكومية معتمدة على الحاسب الآلي الذي ينمي قدرات ومعارف الطلاب.
زرنا عدداً من مدارس محردة لنوضح كيف يسير تعليم المعلوماتية فيها وهل عدد الأجهزة والمدرسين كاف أم أننا بحاجة للمزيد.
ـ في مدرسة الشهيد ساهر انطكلي ـ حلقة ثانية حدثتنا المديرة مع عدد من آنسات الصفوف قائلات: عدد الطلاب 192 طالباً وطالبة يشكلون ازدحاماً في درس الحاسوب ـ نعتمد على المناهج الحديثة التي تدعو لتقسيم الصف إلى مجموعات لأخذ المعلومة اللازمة.
طالب المدرسون والطلاب بتوسيع المدرسة وزيادة عدد الغرف الصفية لأن وجود /40/ طالباً وطالبة بالصف الواحد أمر غير مقبول.
ـ انتقلنا لثانوية الشهيد فهد عفور التقينا المديرة نداء سعد التي قالت: عدد الطلاب 180 طالبة والمدرسة بناء قديم غرفها الصفية واسعة لدينا عدد كاف من الأجهزة والمدرسين.
ـ وفي ثانوية الشهيد فادي قديسة: حدثنا مديرها الأستاذ محفوض جراد قائلاً : لدينا قاعة صفية مجهزة بـ 13 جهاز حاسوب ويوجد آنسة لتدريس المادة ، تتعاون مع أمينة السر للتنسيق بين النظري والعملي ، أرى أنه لابد من تدريس الحاسوب للحاق بالمناهج المطورة .
أما عدد الطلاب فهو /313/ طالباً .
وفي ثانوية الوحدة العربية حدثنا المدير موسى الحاج قائلاً :
عدد الطلاب /600/ طالب وطالبة بالمدرستين (الأولى والثانية ) أي بالإعدادية والثانوية ، ويوجد قاعتان للحاسوب في كل مدرسة قاعة ، والتدريس يسير بشكل جيد – وهناك اهتمام كبير من قبل الطلاب بهذه الطريقة الحديثة .
رأي المحررة : نرجو تلبية لرغبة الطلاب فتح فرع تكنولوجيا ، إضافة للعلمي والأدبي .
سوزان حميش

السقيلبية :نقص حاد بالمدرسين
عندما تفقد الأشياء قيمتها لأسباب ضمن السيطرة وعندما تكون التكلفة مرتفعه وتذهب هدراً نتيجة إجراءات ممكن أن تتخذ بتكلفة قليلة مقارنة مع ميزانية الهدف الموضوع، فنحن هنا نتحدث عن المعلوماتية بتقنياتها و كادرها في مدارس التريبة و تحديداً في منطقة الغاب.
إذ إن تكلفة الحواسيب في مدارس المجمع التربوي في مدينة السقيلبية تصل إلى ملايين الليرات عدا عن تكلفة طباعة كتب المادة، لكن إلى الآن لم تستطع تربية حماة بجهازها الإداري والمالي وحتى الرقابي إيجاد حلول بديلة لانقطاع التيار الكهربائي .
وإلى الآن لم تعلن عن مسابقة لتعيين معلمين خريجي تقنيات حاسوب أو معلوماتية.

نقص حاد
بل لجأت التربية إلى وسيلة عادت بالضرر على السلك التربوي إذ سمح لأي أستاذ أو آنسة  من اختصاص الفيزياء والعلوم والرياضيات بالتفرغ لإعطاء مادة المعلوماتية بعد اتباعه دورة حاسوب ، ما سبب نقصاً حاداً بعدد معلمي هذه المواد، وهنا تكمن الخطورة
إذن إن مدرسي هذه المواد يعدون مادة المعلوماتية أسهل بالإعطاء لتكون النتيجة التفرغ لإعطاء دروس خصوصية في منازلهم باختصاصهم الفعلي، وهذا ليس اتهاماً بل هو أمر واقع وملموس.
والكهرباء أيضاً
والكهرباء تقف عائقاً أمام طلاب صفوف المعلوماتية في مدارس السقيلبية، وظل التعليم يأخذ نفس الشكل والنمط، وبقيت الخبرات بين الأجيال تسير بشكل بطيء من دون ملاحظة الكثير من التغيرات في هذه العملية أو حتّى في المعلومات والمواد الدراسية إلى أن وصلنا لثورة تطوّر فارقة في كل المجالات، ومن أهمها التكنولوجيا التي أصبحت تدخل كل بيت وتستخدم في شتّى أمور الحياة ولا شكّ بأنّها من أهم أساليب التعليم الحديثة لما توفّره من وقت وجهد ومع  امتلاك أغلب الطلاب والمواطنين أجهزة تعمل بنظام الاندوريد  أصبح إدخال هذه التقنية في التعليم أمراً أسهل من ذي قبل، ولا تقتصر هذه التقنية على الاعتماد على الحاسب فقط بل امتدّت لاستخدام الانترنت في إيصال المعلومات للطالب بشكل أوضح من الطرق التقليدية.
بحاجة إلى تعزيز
هذه التقنية على الرغم من فوائدها إلّا أنّها لما تزل بحاجة إلى جملة قرارات تعزز من حضور هذه الماده في المدارس، فحصة المعلوماتية  لاتقتصر على إعطاء دروس في الحاسب الآلي واستخدامه، بل وصلت الى تعليم   الطالب استخدام الإنترنت للأبحاث بشكل شخصي، لكن ليس بالشكل الأمثل  والسبب في ذلك عدم قدرة التربية على توفير الأجهزة التكنولوجية الحديثة الكافية لطلاب المدارس.
والتربية تدرك أن دمج المعلوماتية  بالتعليم من شأنه أن يزيد من مهارات الطالب في البحث والنقاش مع زملائه عن المواد اللازمة للدراسة باستخدام الإنترنت وبهذا يكتسب الطالب أكبر قدر من الخبرة والمعلومات قبل سؤال المعلم عن استفساراته.
آراء الطلاب
الفداء تستطلع آراء الطلاب حول مادة المعلوماتية في مدارس مدينة السقيلبية
بطء الحواسيب
الطالبة سيدرا مخول قالت: أحب حصة المعلوماتية وأستمتع بشرح الآنسة
خصوصاً مع دخول الانترنت إلى كل منزل، لكن نعاني من بطء الحواسيب فهي قديمة و بعضها معطل.
ترفيهية فقط
أما الطالب محمد السيد فقال: نحن كطلاب ندرك أهمية هذه الماده في حياتنا اليومية لكن عدم دخولها بمجموع آخر العام لشهادة الاعدادي والثانوي جعل منها حصة ترفيهية.
قديمة
أما الطالب مخول عيس فقال:أغلب الأجهزة التي نتدرب عليها برامجها قديمة، وأحياناً معطلة نعتمد على حواسيبنا في المنزل لدراسة المادة في المدرسه دروس نظرية وأحياناً عملية.
تعاني من نقص بالمدرسين
لمعرفة واقع مادة المعلوماتيه في مدارس السقيلبية حدثنا رئيس المجمع التربوي بسام شحود وقال: تحظى هذه المادة باهتمام الطالب، إذ تعطى كمادة تجريبية في صفوف الخامس والسادس من الحلقة الأولى وكمادة أساسية ضمن المنهاج التربوي في الحلقة الثانية والثالثة.
لكن نعاني من نقص في الكادر المختص وأغلب المعلمين لمادة المعلوماتية هم مكلفون، ونعمل مع مديرية التربية على تطوير الحواسيب القديمة ونتيجة الحاجة المستمرة للصيانة تم إحداث مركز دعم لصيانة الحواسيب في مدرسة يونس العجي، لكن أهم المعوقات التي تقف أمام إعطاء هذه المادة بالشكل الأمثل هو انقطاع التيار الكهربائي إذ تمر ساعات التقنين الطويلة في فترة الصباح.
في الختام:
نتوجه إلى مدير التربية بضرورة إيجاد حلول بديلة لانقطاع التيار الكهربائي فالتكنولوجيا تسير بخطا متطورة يوماً بعد يوم ونحن مازلنا مكانك راوح والسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما نتوجه إلى عدم الموافقة على تغيير الاختصاص من مدرس رياضيات أو علوم أو فيزياء إلا بعد تأمين البديل.
رنا عباس

سلمية :الطلاب محرومون من الدروس العملية
أصبحت الحواسيب جزءاً أساسياً من الحياة اليومية ، وأصبح للمعلوماتية تأثير كبير على حياة الإنسان، وأصبح كل فرد مستفيداً من أدواتها ووسائلها بالطريقة التي تتوافق مع المجال الذي يستخدمها فيه .
وقد أصبح موضوع دمج المعلوماتية في التعليم هدف الجميع، لما له من دور كبير في زيادة مهارات الطالب في البحث والنقاش مع زملائه عن المواد اللازمة للدراسة باستخدام الحاسوب والإنترنت ، ويمكّن الطالب من اكتساب أكبر قدر من الخبرة والمعلومات .
وانطلاقاً من أهمية التعليم المعلوماتي في المدارس السورية ،والحاجة الماسة لتفعيل دور برامج الحاسب والإنترنت فقد سعت وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات السورية لترسيخ هذا الدور وتوصيل المعلوماتية بشكل جدي وفعال إلى مدارس القطر جميعها .
دمج التكنولوجيا بالتعليم
فمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم لا يقتصر على استخدام الأسلوب وحسب، بل يهدف إلى التدريب على طرق التعامل معه واستثماره في العملية التعليمية .وتزويد المدارس بأجهزة الحواسيب الغاية الأساسية منه نشر الثقافة والتعليم المعلوماتي بين الطلاب .
واقع تدريسها
ولكن اليوم ماهو وضع المعلوماتية في مدارس محافظة حماة على سبيل المثال ومنطقة سلمية حصراً?
وهل تتوافر لحصص المعلوماتية البنية التحتية الصحيحة لاستثمار أنظمة الأتمتة بالشكل الأمثل ؟ أم لا زالت قاصرة عن تحقيق الغاية التي وجدت من أجلها، وماهي التحديات التي تواجه الطلاب في الاستفادة منها ؟ هذا ماحاولنا معرفته من خلال إجراء زيارات لعدة مدارس في مدينة سلمية للوقوف على وضع التعليم المعلوماتي في مدارس الحلقة الثانية والمدارس الثانوية .
الإفادة ضعيفة
مدرسو مادة المعلوماتية عدّوا أن نسبة الاستفادة من الدروس العملية ضعيفة جداً ،والسبب انقطاع التيار الكهربائي في الفترة التي يداوم فيها الطلاب صباحاً، والتي تستمر معظم ساعات الدوام الرسمي، لذلك فإن المدرسين مضطرون للاكتفاء بحصص نظرية وتلقينها للطلاب، وهذا أمر خاطئ وغير سليم ويضر بالعملية التعليمية لعدم وجود درس عملي رديف للمعلومات النظرية التي يتلقاها الطالب في الصف، فمن بين عشرة دروس نظرية يمكن أن يستفيد الطالب من درس أو اثنين.
معوقات العملي
مدرسون آخرون قالوا : نحاول قدر الإمكان سد النقص ولكن لا شيء يغني الطالب عن العملي ، ويجب تزويد جميع المدارس بمولدات يتم تشغيلها من أجل الحواسيب في حصص العملي ، لكي يتسنى للطالب العمل بيده وتعلم كيفية تطبيق المعلومات النظرية على الحاسوب بشكل عملي.
انقطاع الكهرباء مشكلة المشكلات
أمناء سر الحاسوب أكدوا أن جميع الحواسيب في مدارس سلمية بحالة جيدة، وضمن الخدمة ، وحتى في حال تعرضها لأعطال تتم صيانتها بشكل فوري، ولكن المشكلة لا تكمن في الحواسيب بل بانقطاع التيار الكهربائي وخروجها عن دائرة الاستفادة منها ، وبنفس الوقت لايوجد لدى المدارس أية إمكانية لشراء مولدة أو بطاريات .
لا مازوت للمولدات
إحدى المدارس /قتيبة بن مسلم الباهلي للذكور/حسبما قالت أمينة سر الحاسوب فيها : إن المدرسة لديها مولدة ولكن لا يوجد لديها مخصصات من مادة المازوت، فالمخصصات هذا العام كانت قليلة جداً ولم تكفِ للتدفئة وهي منتهية منذ أكثر من شهرين، وفي قاعة الحاسوب 13حاسوباً في الخدمة ولكن فقط أثناء وجود الكهرباء .
ماذا قالت مسؤولة المعلوماتية في تربية حماة ؟
منال خير بك رئيسة دائرة المعلوماتية في حماة عدَّت موضوع المولدات ليست مسؤولية الدائرة ،بل مسؤولية وزارة التربية حصراً، وتعطل الطلاب عن دروس العملي لمادة المعلوماتية مسؤولية مؤسسة الكهرباء ، ودروس العملي مسؤولية موجهي المعلوماتية ، لتستنتج بعد كل ذلك أن لادور يذكر لدائرة المعلوماتية إذاً!
سلاف علي زهرة

أجهزة قديمة وانقطاع الكهرباء
بعد أن أصبحت المعلوماتية لغة العصر أدخلت وزارة التربية مادة الحاسوب إلى المدارس كمادة تعليمية بهدف إكساب الطلبة خبرات ومهارات تمكنهم من التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتنمي الوعي المعلوماتي لديهم بالإضافة الى تنمية قدراتهم على البحث والتفكير المنطقي والاعتماد على النفس في مدارس مصياف، ما هو واقع تدريس مادة المعلوماتية؟ هل الأجهزة متوافرة؟ وهل الكادر مختص سواء المدرسين أو أمناء السر؟ أم أنهم اختاروا إعطاء المادة أو الاشراف عليها فقط ليكون مكاناً يؤمن لهم الراحة؟ أيضاً هل الكتب متوافرة بين أيدي الطلاب كونه يوجد قسم نظري؟ وهل ينظر إليها الطلاب على أنها مادة أساسية تدخل في المجموع كأي مادة أخرى أم يعدها مادة للتسلية ولاسيما أن حصصها هي الأخيرة أي عندما يشعرالطالب بالملل والتعب.

الأجهزة قديمة
بعد جولة على عدد من المدارس رأينا تبايناً فيما بينها في بعض الجوانب وتشابهاً في جوانب أخرى فمثلاً فيما يتعلق بالأجهزة فهي متوافرة في جميع المدارس من حيث العدد إذ يوجد قاعة مخصصة لمادة المعلوماتية وعدد كاف من الحواسيب وأجهز ة الإسقاط ،إلاَّ أن المشكلة التي تعاني منها معظم المدارس هي قدم الحواسيب إلى حد أنه أصبح تطبيق المنهاج فيها صعب فالأجهزة لاتستقبل الأنظمة الحديثة وهذه معاناة حقيقية تحدث عنها عدد كبير من مدرسي المادة قائلين : قبل أن يتغير المنهاج كان الدرس ممتعاً ويوجد انسجام تام فما نعطيه نظرياً يمكن تطبيقه بشكل عملي أما اليوم بعد أن تطورت المناهج وبقيت الحواسيب على حالها أصبح المدرس يشعر بالعجز وهذا خلق حالة نفسية عند المدرس وعند الطالب وشعوراً بالاستياء وعدم الجدية لدرس المعلوماتية علماً أن المادة حالها حال أية مادة ولها تأثير على مجموع الطالب وهناك معلومات غنية وممتعة،من الممكن أن يستفيد منها الطالب في حال تطبيق الدروس بالكامل وفق المنهاج الحديث الذي يمتاز بأنه غني ورائع جداً إلاَّ أن واقع الأجهزة لايسمح أما المعاناة المشتركة حتى في المدارس التي حظيت بوجود أجهزة حديثة فهو عدم وجود الانترنت حيث يوجد أيضاً دروس كثيرة تحتاج إلى وجود النت وهذه الدروس أيضاً لا يمكن تطبيقها !.
أيضاً هناك أمر آخر فيما يتعلق بالأجهزة تحدث عنها أمناء سر الحاسوب وهو معاناتهم في حال تعطل الاجهزة فهناك مشكلة حقيقية بالصيانة وعلى حد قولهم إن العطل يستمر لمدة طويلة لأنه يتطلب منهم نقله إلى حماة متسائلين لم لا يتم إصلاحه في المدارس من قبل كادر مختص ولم الأمر محصور بحماة بمركز صيانة الحواسيب فمنطقة كبيرة كمصياف بحاجة ملحة لوجود عناصر ومختصين بالصيانة بدلاً من نقل الأجهزة إلى حماة ما يضمن توفير الوقت والجهد وأيضاً التكاليف .
كادر غير مختص
أما بالنسبة للكادر فهو متوافر في المدارس جميعها إلا أنه في معظمها غير مختص أي غير حائز على شهادة في المعلوماتية سواء معاهد أم جامعات وإنما الكادر الموجود هو مدرسون لمادة الرياضيات والفيزياء خضعوا لأكثر من دورة تأهيل تربوي في معهد الباسل للمعلوماتية أما أمناء السر فغالبيتهم لجؤوا إليها كعمل إداري مريح .
المنهاج مطوَّر
وفيما يخص المنهاج فهو غني بالمعلومات وتم تطويره أكثر من مرة والكتب متوافرة لدى الطلاب الذين عبروا عن إعجابهم بالمادة على اعتبار أنها مادة علمية ممتعة تحقق لهم الفائدة وتتيح لهم قدر كبير من المعلومات والمهارات ومنهم من قال إنه لم يكن لديه فكرة حتى عن كيفية تشغيل الحاسوب .
الظروف لم تسمح بتطوير الحواسيب
الموجهون الاختصاصيون أكدوا أن الظروف الحالية حالت دون استبدال الحواسيب القديمة بحواسيب جديدة لأن تكلفة كل قاعة كبيرة جداً والإمكانات حالياً محدودة علماً أنه توجد مدارس كثيرة فيها أجهزة حديثة
أما بالنسبة لـ النت فعلى مستوى القطر لاتوجد شبكة في المدارس إلاَّ في بعض المدارس النموذجية لأن هذا أيضاً يتطلب إمكانات ضخمة وفيما يتعلق بصيانة الحواسيب فيوجد 3عناصر في منطقة مصياف ولكن بدون أدنى التجهيزات أو المعدات اللازمة أو حتى وجود سيارة تتيح لهم التنقل بين المدارس الممتدة على رقعة جغرافية كبيرة لذلك هم موجودون نظرياً بالاسم فقط إنهم عناصر صيانة علماً أن المسؤولية المباشرة تقع على أمناء سر الحاسوب فمن المفروض أنهم على اتصال مباشر مع مركز صيانة الحواسيب كون دور الموجه المختص توجيهياً ومسؤوليته الإشراف على تنفيذ الدروس .
60% خريجو حاسوب
وعن الكادر التدريسي يوجد حوالى 60% مختص خريجو معاهد حاسوب أو إجازة في المعلوماتية والباقي هم مدرسو رياضيات وفيزياء خضعوا لدورة تأهيل تربوي و تجرى لهم دورات مستمرة بما يتوافق مع المناهج المطورة.
ونحن نقول :
نعلم أن الظروف الحالية أثرت في مختلف وأدق التفاصيل لناحية تزويد أو استبدال الأجهزة القديمة بحديثة إلاَّ أنه توجد قضايا يمكن أن يتم تلافيها ولا تتطلب إلاَّ قرارات بسيطة .
نسرين سليمان

 

المزيد...
آخر الأخبار