نبدأ هذا الموضوع الهام بتعريف جوع القلب, والذي يقصد به عدم وصول الدم إلى القلب, بالكمية الكافية لتزويده بحاجته سواء كان ذلك أثناء الراحة أو أثناء العمل, لكن أثناء الراحة تكون تروية القلب طبيعية أي غير جائع, وفي حالات الغضب الشديد والجهد يكون تزويد القلب غير كافِ ويكون هناك نقص تروية وهو عبارة عن (جوع القلب) للدم.
أي بمعنى آخر نقص التروية هو جوع القلب وهو مرض العصر والذي أصبح أكثر شدة في السنوات الأخيرة
ـ الفداء ـ بدأت الحوار مع الدكتور ـ عبد العزيز السالم ـ اختصاصي بالأمراض الداخلية والقلبية.. بواقع جوع القلب (نقص التروية) وما أسبابه ومخاطره وخاصة على فئة الشباب..؟ حيث قال :
ـ نقص التروية .. هي جوع القلب والأسباب متعددة: أهمها اعتلال العضلة القلبية, تضيق الشرايين التي تغذي القلب, نتيجة ترسب المواد الدهنية الدسمة التي لاتسمح بوصول الكمية الكافية من الدم إلى القلب, والسبب الآخر التشنج بالشرايين التي تغذي عضلة القلب دون أن يكون هناك تضيق, وفي بعض الأحيان يكون السبب تضخم العضلة القلبية فلا تكفي كمية الدم الموجودة بالشرايين لسد حاجة العضلة من الدم, إضافة إلى أسباب أخرى منها، فقر الدم، تضيق الصمامات, وبعضها يكون خلقية.
وجوع القلب ( نقص التروية) هو أحد أمراض القلب , فهناك أمراض أخرى مثل تضيق الصمامات, وهي بوابات يمر عبرها الدم, وأمراض تصيب عضلة القلب نفسها من ترقق وتوسع أو تضخم, وهناك التهاب غشاء التامور أو التهاب الغشاء المبطن للقلب.
جميع هذه الحالات يطلق عليها أمراض القلب, إلا أن نقص التروية أو جوع القلب هو أكثر شيوعاً هذه الأيام وهو السبب الأول للوفيات .
ـ متى يكون القلب جائعاً؟ أو متى نقول عن شخص ما إنه يعاني من نقص تروية؟
هناك الكثير الكثير من الناس يعانون من ألم في الصدر, وعندما يتوضع هذا الألم خلف القص وينتشر إلى الكتفين والظهر ومن الجهة الداخلية ويرافق ذلك تضيق في النفس, أو تسرع اضطرابي لسرعة القلب, أو تعب عام لم يكن موجوداً سابقاً, فإن هذه الأعراض تدل على وجود نقص تروية لدى الشخص.. وهذا يسمى جوع القلب .
وبالمقابل قد يكون الألم الصدري لاعلاقة له بأمراض القلب فقد يعود لأسباب هضمية أو التهاب المري أو ألم العضلات أو العظم خاصة للسيدات بعد سن اليأس, وأيضاً انقراص الفقرات الرقبية وانضغاط الجذور العصبية في الرقبة.
وفي أكثر الأحيان قد يكون الألم الصدري ناتج عن البرد الشديد وهذا يحصل غالباً في فصل الشتاء ويمتد إلى فصل الربيع والصيف.. وهنا لاداعي للقلق علماً أن الألم في هذه الحالة قد يوحي أنه ألم صدري ناتج عن القلب والحقيقة غير ذلك.
بشكل عام ألم الصدر الناتج عن القلب يأتي بعد حدوث الجهد أو الانفعال والغضب الشديد, فيظهر مثلاً بعد صعود الدرج.. ويدوم فقط عدة دقائق أما في حال استمر ساعات أو أيام معينة أو طول اليوم أو على فترات متقطعة.. فهو ليس مرض في القلب أو نقص تروية.. وفي النهاية طبيب القلبية والفحص الطبي هو الذي يحدد منشأ الألم. وهنا لانستطيع أن ننفي أن هناك أعراضاً قلبية قد لايشعر بها الشخص وخاصة قبل سن الـ /50/ سنة.
وهنا ننصح الناس المدخنين أو الذين لديهم كوليسترول أو ضغط شرياني أو سكري, أي الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة تؤدي إلى تضيق الشرايين بأن يأخذوا أسبرين بمقدار جرعة في اليوم فهي مفيدة وغير ضارة .. والأهم من هذا الإكثار من المشي ورياضة البستنة والجري بشكل دائم .
حيث أكدت الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو المشي الطويل بشكل يومي وخاصة في البساتين الخضراء هم أقل عرضة لحدوث الجلطات القلبية من غيرهم.
وفي كل الأحوال على كل إنسان يجب أن يراقب نسبة السكر لديه في الدم وكذلك ضغط الدم ونسبة الشحوم والكوليسترول وهذه الأمور من البديهيات وهي ضرورية لأي إنسان يرغب بالوقاية أو اتباعها.
توفيق زعزوع