عندما نتحدث عن السيرة الذاتية للفنان و النحات التشكيلي العالمي علي حمود ” زين الشام” لابد أن تلفتنا محطات إنسانية و بطولية و فنية غاية في الأهمية جعلت منه فنانا له حضور قوي على الساحة الفنية المحلية و العربية و العالمية . تلك المسيرة التي بدأت بالألم و الفقر عندما كان زين الشام طفلا في قرية تلدرة التابعة لمدينة سلمية حيث عاش هناك و بدأ مشواره مع الفن و الحياة . في تلك القرية بدأت أنامله الصغيرة تعارك الطين لتبدع عالما مليئا بالتشكيل و التكوين بدأ مع الطين و انتقل ألى الحجر الطري و الرخام و الخشب و الصلصال …. تعلم زين الشام و إخوته من أمهم استعمال الفن و الجمال لتحقيق النصر على الفقر و مصاعب الحياة تعلم كيف يحول ما يتيسر له من الموجودات في الطبيعة ألى رسائل فنية بلغت فيما بعد أقاصي الدنيا .
حين أصبح الفنان زين الشام شابا تطوع في القوى الجوية بالجيش العربي السوري و أصبح مقتالا و نسرا من نسور الوطن وقد حارب الإرهاب في أكثر من موقع و تمكن مع رفاقه من إلحاق أفدح الخسائر بالقوى الظلامية . روى لنا علي حمود زين الشام ما حدث معه في أحدى المعارك حيث أصيب أحد رفاقه في المعركة أصابة قاتلة فحمله زين الشام على كتفه رغم الخطر الكبير على حياته و نقله ألى مكان آمن بينما كان رفيقة يطلب منه بقوة و توسل ان يتركه لبستشهد وحيدا بدل من أن يستشهدا معا هذا هو علي حمود الإنسان المضحي من أجل الوطن و الأهل .
أما المحطة الثانية فهي النحت و التشكيل و الفن فلم يكن التشكيل الفني لدى زين الشام مجرد حالة إبداعية يعيشها الفنان و إنما هي شرط وجودي و إرث ثقافي فني أخذه عن والدته التي كانت معلمه الأول و فيما بعد طور زين الشام تجربته بنجاح و استطاع أن يحقق إنجازات فنية في الأسلوب و الشكل و بطبيعة المواد التي استعملها لتكوين و تشكيل مجسماته و لوحاته و تحف و جداريات حيث استخدم الحجر الطري و الصلصال و الخشب و غيرها من المواد و طرح من خلالها قضايا وطنية و إنسانية و تراثية و حضارية و لعل أبرزها منحوتاته التي تجسد حب الوطن و تمجد الشهيد و تبرز معانات الناس و تضيء على كافة مفاصل الحياة في سورية و تحاكي الحضارات السورية المتعاقبة .
قال الفنان زين الشام للفداء عندما سألناه عن رسالته الفنية الأهم : ” أهم رسائلي الفنية تتجلى في منحوتاتي التي تدعو لإدانة الحرب الإرهابية الظالمة على بلدي سورية و قد قدمت عدة منحوتات و تشكيلات فنية تتحدث عن هذه القضية منها منحوتات تحيي الجيش العربي السوري و المدن التي عانت من ويلات المجموعات الإرهابية المسلحة و صمدت في وجهها و أيضا إبراز التراث و الحضارات السورية المتعاقبة إضافة لمنحوتات تدعو للسلام في العالم و حماية الطفولة و تمسك المغتربين السوريين بوطنهم و منحوتات عن الجولان المحتل و القضية الفلسطينية و رفض صفقة القرن…. الخ” . و حول مشاركاته الفنية العالمية و المحلية قال زين الشام : ” أقمت معرضا فنيا عرضت خلاله حوالي 350 منحوتة من الحجر و الصلصال عبر تلفزيون الصحراء القسم العربي في فنزويلا بعنوان / تحية للجيش العربي السوري / كما نشرت تلك الأعمال مع أعمال أخرى من خلال شاشات نادي الشباب في موسكو و محليا أقمت معرضا فنيا كبيرا في صالون سلمية الثقافي و شاركت في معرض تراثي في الحمام الأثري في سلمية و آخر في صالة كور الزهور ” . نال الفنان زين الشام العديد من الجوائز و وصف كفنان مبدع في الزمن الصعب و من أهم تلك الجوائز جائزة تقديرية من مؤسسة الجيل الجديد للثقافة و الإعلام و التنمية و مديرية الثقافة بحمص .
عهد رستم