تنتشر في بعض مدن المحافظة خصوصاً وبكثرة في أريافها عموماً ، ظاهرة تربية الحيوانات ضمن الأحياء السكنية ، بل وفي المنازل ، ما يشكل خطراً على البيئة التي يهددها التلوث بشكل مرعب فعلاً ، وعلى الإنسان الذي يصاب بأمراض كثيرة ، وأبرزها اللشمانيا التي تساهم تلك الظاهرة بتناميها، وبازدياد عدد المصابين بهذا الداء المعنِّد .
ويساهم تراخي بعض الوحدات الإدارية بقمع هذه الظاهرة أو معالجتها وفق القانون ، باستفحالها وانتشار أضرارها على البيئة وصحة الإنسان ، ما يزيد في الطين بلةً.
في الملف الآتي رصدٌ شامل لهذه الظاهرة في مدن المحافظة ، وعرض للإجراءات التي اتخذتها الوحدات الإدارية على استحياء شديد لمعالجتها وحماية البيئة والمواطنين من خطرها.
ومن الضروري النظر فيه لمعرفة الواقع ، وتفعيل الإجراءات البيئية والقانونية ، لتحقيق بيئة سليمة وظيفة .
حماة 20 إنذاراً وانخفاض في تربيتها
انتشرت في الأعوام السابقة تربية المواشي والطيور داخل أحياء مدينة حماة ما سبب إزعاجات وانتشار أمراض وروث حيوانات في الشوارع وبين الأحياء والأزقة واليوم تراجعت هذه التربية للمواشي والدواجن داخل الأحياء وذلك من خلال المتابعة المستمرة من قبل مديرية الشؤون الصحية والجهات المعنية حيث إن هذه الظاهرة التي كانت بالأمس منتشرة في بعض المنازل داخل الأحياء أدت إلى ظهور عدة إصابات مرضية ومنها اللشمانيا والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم.
20 شكوى
وذكر مدير الشؤون الصحية الدكتور محمود عبيسي أنه من العام الماضي وحتى تاريخه وردت إلى المديرية 20 شكوى من أحياء مختلفة داخل مدينة حماة وعلى الفور قام عناصر المديرية بالوقوف على صحة الشكوى ومعالجتها فوراً وقد تم تنظيم إنذارات خطية بضرورة الامتناع عن تربيتها داخل المنازل كونها تنقل بعض الأمراض وتسبب إزعاجات متعددة للسكان القاطنين.
20 إنذاراً أيضاً
وأضاف الدكتور عبيسي: تم تسجيل 20 إنذاراً خطياً لتربية هذه المواشي والطيور وكانت الاستجابة لهذه الإنذارات فورية وترحيل هذه المواشي والطيور من قبل مربيها وحتى تاريخه لم تسجل أي مصادرة بالنسبة لهذه الطيور والمواشي.
رعاة جوالون
أما بالنسبة لحي أبي الفداء والذي ظهرت فيه تربية لأنواع المواشي ومنها الأغنام فقد أكد الدكتور محمود أنه ومن خلال المتابعة تبين أن هذه الأغنام في الحي موسمية وغير مستقرة كون أصحابها أكثرهم رعاة يأتون فيها لرعي الأعشاب داخل الحي، وليس لهم إقامة داخل الحي وقد أنذرناهم ولاتزال عناصرنا تعمل للحد من هذه الظاهرة غير الحضارية كون الإزعاجات متكررة للسكان.
استجابة من المربين
أما اليوم فقد ظهرت عدة استجابات لهذه الإنذارات كما ظهر تراجع واضح في رعي الأعشاب من قبل هؤلاء المربين وكما قلنا هم غير مستقرين في الحي إنما هم موسميون ولايلبثون سوى ساعات قليلة ونحن بدورنا نعمل على معالجة هذه الظاهرة في أغلب الأحياء والمنازل، ولم تظهر سوى في أوقات محددة وبكميات قليلة لايمكن ذكرها في هذا المجال.
حظائر تجار
وعن تربية المواشي وخاصة الأبقار والأغنام في حي الصواعق والتي تظهر بكثرة فيه، أشار الدكتور محمود أن حي الصواعق من الأحياء المتطرفة عن المدينة وأغلب سكانها من التجار الذين يبيعون ويشترون المواشي وهناك عدة حظائر في هذا الحي وقد تابع عناصرنا الموضوع وإنذارهم وكانت الاستجابات فورية كونهم تجاراً وليسوا رعاة إنما تمكث حيواناتهم قليلاً في الحظائر كونها مؤقتة ثم لاتلبث أن تغادر الحي نهائياً.
علماً أننا على استعداد لتقبل أي شكوى من قبل الأهالي ومعالجتها فوراً وفي حال عدم الاستجابة من قبل المواطنين المربين أو التجار نعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية وشرطة المدينة وقسم الحدائق لترحيلها مباشرة ووضعها في مستودعات مديرية الحدائق والمصالحة عليها مع التعهد بعدم تربيتها بين الأحياء علماً أنه لم يتم تسجيل أي حادثة من هذا النوع ولم يتم مصادرة أي رأس من الأغنام او الأبقار.
خاتمة:
نؤكد أنه يوجد رعاة للأغنام في بعض أحياء مدينة حماة وهؤلاء وكما أكد الدكتور مدير الشؤون الصحية موسميون ولابد من وضع حد لمثل هؤلاء كون الروث والأوساخ والأمراض التي تنقلها هذه المواشي كثيرة وما هذه الإصابات من مرض اللشمانيا إلا دليل واضح على أن هناك روثاً وأوساخاً تخلفها هذه المواشي ولايمكن أن ننسى أيضاً انتشار ظاهرة الكلاب الشاردة والتي أكد الدكتور على معالجتها يومياً من قبل عناصر شرطة المدينة وعناصر من مديرية الشؤون الصحية وقد تم معالجة وقتل مئات من هذه الكلاب وترحيلها إلى المكب الرئيسي في كاسون الجبل.
ياسر العمر
سلمية 500 إصابة باللشمانيا وانتشار الحظائر والقمامة
انتشار حظائر وزرائب تربية الحيوانات ومخلفاتها من « الروث « وغيرها، إلى جانب القمامة والحفر الفنية بظل غياب الصرف الصحي ، بعدد من أحياء سلمية وشوارعها المنسية، وغياب الاهتمام بالواقع الخدمي المتدهور فيها من قبل مجلس المدينة ، وخاصة الحي الشمالي والشرقي وضهر المغر والكريم ، يؤدي لكثرة الحشرات الضارة الناقلة للأمراض والروائح الكريهة ، وغياب الإصحاح البيئي والصحي ، وانتشار الأمراض السارية ، وتقارير الرقابة الصحية تؤكد أن هذه المواقع تعد بؤرة وسبباً مباشراً بزيادة الأمراض السارية والإصابات بداء اللشمانيا الوافد والكبد الوبائي بين القاطنين بهذه الأحياء وسلمية وريفها .
صحيفة الفداء وانطلاقاً من حرصها على حقوق وصحة المواطنين ، كان لها جولة ميدانية لعدد من هذه الأحياء ، وكان لنا لقاءات عديدة مع المواطنين ووثّقنا بالصور الحظائر ومخلفاتها والقمامة وشوارع هذه الأحياء ، ولقاءات مع المعنيين بالصحة ومجلس المدينة حول ذلك .
المواطنون: نعاني كثيراً
عدد كبير من المواطنين القاطنين بالحي الشمالي والمنطار وشمال الكورنيش ، زودونا بعريضة مذيلة بأكثر من /100 / اسم وتوقيع ، وغيرهم بحي ضهر المغر والكريم وشرقي معمل البصل .
وعنهم خالد الداهود وعبد السلام الشيخ وعلي الجرف وحمود الدعاس وسامر ياغي، يشكون فيها معاناتهم من الواقع الخدمي السيئ ، وانتشار كبير لحظائر تربية المواشي والحيوانات ومخلفاتها الضارة بحشراتها وروائحها الكريهة بين الأبنية السكنية ، والتي تعد بؤرة لنقل الأمراض الخطرة ومنها داء اللشمانيا والكبد الوبائي ، بالإضافة لتراكم القمامة بالشوارع الترابية المحفرة من سنوات ، ففي الشتاء يعاني المواطنون صعوبة شديدة بالسير فيها ، وبفصل الصيف انتشار كبير للحشرات الضارة والذباب والروائح الكريهة ، في ظل غياب تام لاهتمام مجلس المدينة وآلياته وعماله ، على الرغم من تقارير الصحة المرفوعة للمجلس توصّف الحال الخطر على الصحة والسيئ على البيئة .
الرقابة الصحية: 500 إصابة لشمانيا
للحديث عن الخطر الصحي المحدق بالمواطنين نتيجة ما كتبناه مقدماً ، وزيادة الإصابات بداء اللشمانيا والأمراض السارية .
الفداء التقت الدكتور رامي رزوق ، رئيس المنطقة الصحية بسلمية الذي حدثنا قائلاً : المنطقة الصحية كان لها جولات ميدانية على هذه الأحياء ، وتم توثيق ذلك بتقارير الرقابة الصحية ، ورفعها للجهات المعنية ومجلس المدينة لتدارك الوضع الخدمي المزري ، وإيجاد حلول جذرية وسريعة قبل قدوم فصل الصيف ، وخطورته على صحة المواطنين في ظل ازدياد الأمراض السارية والكبد الوبائي وإصابات اللشمانيا ، حيث وجود الحظائر والزرائب ومخلفاتها والقمامة لفترات طويلة ، يشكل بؤرة خصبة لتكاثر الحشرات الضارة والبعوض الناقلين لأمراض خطيرة لسكان سلمية وريفها ، وخاصة داء اللشمانيا ، الذي ينتقل من خلال ذبابة الرمل التي توجد في الزرائب والشقوق وجحور القوارض وغرف النوم ، وتتغذى على دم الإنسان لإكمال دورتها التكاثرية ، وتضع بيوضها على المخلفات الحيوانية /الروث والنفايات المنزلية المتراكمة والصرف الصحي المكشوف/ وداء اللشمانيا هو وافد إلينا ، حيث كانت سلمية خالية منه قبل عدة سنوات ، حيث تم تسجيل نحو /500/ إصابة حتى الآن منذ العام الماضي ، وهناك زيادة لابأس بها خلال الشهر الماضي ، ومع قرب قدوم الصيف سيكون زيادة أكثر ، إذا لم يتم معالجة الواقع الموجود حالياً ، ومن الضروري العمل بالسرعة القصوى للإصحاح البيئي والصحي من خلال نقل الحظائر وإبعادها عن المناطق السكنية ، وترحيل القمامة ورش المبيدات ، وتأمين المياه بشكل كافٍ لهذه الأحياء ، ومد الصرف الصحي والقضاء على الكلاب الشاردة والقوارض .
ويضيف د . رزوق قائلاً : داء اللشمانيا والأمراض السارية المزمنة لها تداعيات خطيرة على صحة الإنسان والصحة العامة والمجتمع ، من جميع النواحي المرضية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية ، لأنها تترك تشوهات في أماكن الإصابة الظاهرة من جسم الإنسان وتزيد من التكاليف المالية وعطالة عن العمل بسبب فترة العلاج،ونناشد الجهات المعنية بتشكيل خلية أزمة بالسرعة القصوى،مؤلفة من مجلس المدينة والصحة والمياه والصرف الصحي والبيئة،لحل هذه المشكلات الصحية والبيئية، والمنطقة الصحية جاهزة لتقديم كل ما يلزم،وهي مستمرة بعملها وتقوم بمتابعة جميع الحالات وتشخيصها مخبرياً،وإعطاء العلاج المناسب اللازم والمتوافر بشكل دائم ومجاناً من وزارة الصحة ، ولكن لا يكفي أن نعالج،وعلينا أن نكافح، وأهم طرق المكافحة تكمن في الإصحاح البيئي المتكامل.
مجلس المدينة : خطة فورية
للرد على استفساراتنا حول ما تقدم والإجراءات المتخذة والتي ستتخذ ، كان للفداء لقاء مع نائب رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس اسماعيل موسى المشرف على تنفيذ ملف وخطة النظافة بالمدينة ، وبعد جولة ميدانية لهذه الأحياء مع لجنة النظافة الجديدة، حدثنا قائلاً: بخصوص الحظائر ومخلفاتها والقمامة بهذه الأحياء وغيرها بسلمية،سيتم وضع خطة عمل فوراً،يتم خلالها التواصل مع الأهالي للعمل على نقل كل الحظائر الموجودة بين المنازل،وليتنازلوا عن الطرق الفرعية بين المنازل ، للعمل على تنظيف مواقعها بكل ما يخدم الصحة العامة ، وتنظيم المنطقة لتخديمها بالصرف الصحي وفرش الطرق بالبحص وتزفيتها، وستباشر الآليات فوراً بترحيل مخلفات المواشي والقمامة والأنقاض من هذه الأحياء وشوارعها .
ويضيف المهندس موسى قائلاً : ولقد تم بدء العمل بآلية جديدة على ملف النظافة وترحيل القمامة من الأحياء،حيث تم إحصاء الآليات الموجودة في المرآب،وعددها / 7 / وتم إصلاح / 3 / آليات كانت خارج الخدمة لفترة طويلة،وسيتم إصلاح آليتين جديدتين كانسة للشوارع وقلاب،وتم تكليف عدد من العمال بمهمة سائق،وتوزيع العمال بشكل متساوٍ بحيث يحقق الهدف المرجو منه، والعمل بترحيل القمامة كاملة على الشكل التالي :
ـ بشكل يومي من أحياء مدينة سلمية التي تقع ضمن المحلق باتجاه مركز المدينة .
ـ المنطار حتى باب الزراعة أيام السبت والاثنين والأربعاء .
ـ القراجة وضهر المغر حتى شوارع بوحار أيام الأحد والثلاثاء والخميس .
ـ حارة العرب والسعن القبلي والسبيل وغزيلة يومين بالأسبوع .
الأهالي يتجاوزون
ويضيف موسى قائلاً : يوجد تجاوزات من قبل أغلب الأهالي بالمدينة من حيث عدم الالتزام بمواعيد رمي القمامة المحددة،علماً أن المجلس قام بحملة إعلامية وإعلانية واسعة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ودور العبادة والمدارس والهاتف والكهرباء وبروشورات عن هذه المواعيد بغية أن يلتزم المواطنون بها،آملين من المواطنين التعاون مع مجلس المدينة للحفاظ على مدينتنا نظيفة وحمايتها من الأوبئة،وسيكون هناك إجراءات صارمة بحق الذين لا يلتزمون والمخالفين،تشمل فرض غرامات مالية حسب قانون النظافة /49/لعام 2004،وتم تكليف لجان الأحياء بمتابعة أعمال النظافة وتنفيذ الخطة في كل حي،وتقديم أسماء المخالفين من أجل تنظيم ضبوط وتم تعميم أرقام هواتف أعضاء لجنة النظافة المسؤولة عن تنفيذ خطة النظافة .
ونأمل أن نجد الدعم من المعنيين بالمحافظة بعدم تأخير طلبات المحروقات من المازوت للآليات العاملة بترحيل القمامة،حيث توقف الآليات ولو ليوم واحد يؤدي إلى مشكلة تعيدنا لنقطة الصفر في واقع القمامة .
ختاماً :
من الضرورة الملحة تحرك الجهات المعنية والمختصة بحماة وسلمية، لتطبيق الإصحاح البيئي حرصاًعلى صحة المواطنين والسلامة العامة، ووقف انتشار الأوبئة والتلوث،وذلك بنقل بؤرة تكاثر الحشرات والحيوانات الضارة الناقلة للأمراض من» الحظائر وزرائب تربية المواشي والحيوانات ومخلفاتها والقمامة من داخل الأحياء السكنية « ورش هذه المواقع بالمبيدات بالسرعة القصوى ، خاصة أننا مقبلون على فصل الصيف .
حـسـان نـعـوس
مصياف
مخالفات بالجملة .. ومجلس المدينة يتجاهلها
في الظروف الحالية لايوجد من يربي الحيوانات بدافع التسلية أو ممارسة الهواية وإنما كونها تؤمن مصدر دخل ومورداً أساسياً لتحسين الواقع المعيشي ولكن للأسف لما تزل هناك مفاهيم قاصرة ونقص وعي في هذا المجال، من خلال قيام العديد من الأسر بتربية الحيوانات ضمن منازلهم وضمن الأحياء السكنية من دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار السلبية على الصحة وعلى البيئة يرافق هذا عدم متابعة من المعنيين وسكوتهم عن هذه الظاهرة المؤذية سواء وجود الحيوانات أو مخلفاتها .
بالريف كثيرة
عموماً تكثر هذه الظاهرة في الريف كونها تعد من المهن الأساسية للأهالي إضافة إلى الزراعة، فمعظم الأسر تربي الأغنام أو الأبقار أو حتى الدواجن صحيح أنها تربية منزلية لتحسين مستوى معيشة هذه الأسرة أو تلك، إلا أنها تسبب ضرراً على الصحة لمن يقتنيها أو للجيران ورغم هذا نجد الشكاوى قليلة فالجميع ينظر إلى الأمر أنه من العادي والطبيعي جداً تربية الحيوانات في الريف في ظل الغلاء الفاحش وأنهم يتقبلون هذه الظاهرة، ولكن هذا لايمنع من أن تتخذ إجراءات من شأنها التخفيف مما تخلفه تربية الحيوانات ضمن المنازل في حين أنه يوجد من يعترض عليها بشكل كبير على أنها ظاهرة غير حضارية من شأنها أن تتسبب بالعديد من الأمراض وتثير الروائح الكريهة وتسهم في انتشار مختلف أنواع الحشرات والبعوض وغيرها.
الشكاوى قليلة
رئيس بلدية الدليبة أحمد ابراهيم قال: نتخذ الإجراءات اللازمة في حال ورود شكاوى وهي قليلة لأن الأهالي يعدون تربية الحيوانات في الريف أمراً عادياً جداً وهي من المهن الأساسية لأهالي الريف، وفي حال ورود شكوى نتابعها مباشرة من خلال توجيه إنذار ومهلة بعدها وإن لم يتم التقيد بها ننظم ضبطاً يحال إلى القضاء وأضاف قائلاً: خلال سنة كاملة وردت شكوى واحدة فقط في قرية عاشق عمر لقيام أحد الأشخاص بأذية جيرانه من خلال تربيته لأبقار تسببت بالروائح الكريهة وانتشار البعوض، وأكد أصحاب الشكوى أنه في الصيف تزداد معاناتهم ويصبحون غير قادرين على فتح النوافذ أو الأبواب وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة علماً أنه في فصل الصيف نرش جميع الأحياء ودائماً نوعّي الأهالي للتخلص من روث الحيوانات وتجميعها في أماكن بعيدة عن المنازل .
في مصياف مزعجة
أما في مدينة مصياف فتتركز تربية الأغنام تحديداً في الحارة الشرقية بالقرب من دوار ربعو – وبجانب المشفى الوطني والثانوية الصناعية بالقرب من الكراجات حارة القيسية وأغلب الشكاوى تتركز حول هذه الأخيرة بسبب وجود سوق لبيع الأغنام وللأسف جميع هذه الأحياء ضمن المخطط التنظيمي أي إنها مخالفة واضحة وصريحة ومزعجة للأهالي تحرمهم من فتح نوافذهم أو الخروج إلى شرفات منازلهم وتزيد من مخاوفهم لانتشار الأمراض نتيجة تكاثر البعوض والذباب الذي يعيش على مخلفات وروث الحيوانات وبالتالي يكون سبباً رئيساً للعديد من الأمراض سواء لوجود هذه الحيوانات أو وجود مخلفاتها لأن هناك من يقوم بتجميعها على شكل أكوام حتى تتخمر ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وبكل الأحوال هي ظاهرة غير حضارية ومسيئة لمدينة سياحية وهذا حسب تعبير الأهالي.
مزارع غير مرخصة
رئيس مجلس المدينة سامي بصل قال: هذه التجمعات الموجودة حالياً أصحابها بدو سكنوا منذ أكثر من عشرين وحتى 30 سنة وفي ذلك الوقت لم تكن المنطقة مأهولة بالسكان وكانت تقتصر عليهم إلى أن وصل التوسع العمراني إلى مناطق وجودهم الآن، ومع ذلك ما زالوا بعيدين ولكنهم ضمن المخطط التنظيمي علماً أنها مزارع منزلية وهي بالكامل غير مرخصة ينظر إليها على أنها أبواب رزق شعبية تلبي حاجة السوق من منتجات الأغنام كونه لايوجد غيرها في المدينة.
علماً أنه لاتوجد أي تربية أخرى للحيوانات ضمن المدينة حتى المداجن خارج المخطط التنظيمي .
أما بخصوص مخلفاتها فهم لايقومون بتجميعها لأنهم يبيعونها مباشرة.
لاشكوى عليها
وأضاف: نعلم أن وجودها مخالفة للقانون كونها ضمن المخطط التنظيمي ومن المفروض أن تكون ضمن أراض زراعية تبعد مسافة لاتقل عن 2-3 كم عن التجمعات السكنية ولكن لاتوجد شكاوى من وجودها والسكن العمراني مازال قليلاً في المنطقة فهي بيوت متناثرة وأغلبها مزارع إضافة إلى أنها المركز الإنتاجي الوحيد في المنطقة، والمنطقة الموجودة قرب الكراجات هي قطعة ملحقة بها قديمة مؤجرة لهم لبيع الأغنام وهي السوق الوحيد في مصياف ولا مكان بديل له.
ونحن نقول:
تربية الحيوانات عمل مفيد وشريف والجميع يشجع على تربيتها كونها تؤمن الاحتياجات من مادتي اللحوم والحليب ولكن هذا لايعني أن تربى وسط الأحياء السكنية وتحول حياة الناس إلى كابوس حقيقي وإلى مصدر رئيسي يلوث البيئة ويشكل خطراً على صحتهم ويسبب لهم الأمراض العديدة ويشوه الوجه الحضاري للمكان الموجود فيه، فإن كان هناك نقص بالوعي عند هؤلاء المربين، لم لا تقوم الجهات المعنية بدورها ؟
نسرين سليمان
السقيلبية
مخالفة واحدة فقط وأزيلت
تربية الحيوانات اعتداء على البيئة
تتعدد الظواهر السلبية في شوارع وأحياء أي مدينة وتتسع رقعة التجاوزات وعصيان القانون الذي وجد أصلاً لخدمة الفرد والمجتمع إذا لم يكن هناك مجلس محلي قادراً وفاعلاً و ساهراً ويعمل بشكل متواصل لمنع التعايش مع هذه الظواهر السلبية بحكم الأمر الواقع.
تربية الحيوانات في الأحياء السكنية بمدينة السقيلبية وتداعياتها كانت محورلقاء الفداء مع المواطنين ومدى تقبلهم لتربية الحيوانات ضمن أحياء المدينة.
مزعجة
أوضحت وسام مرعي أن رعي الماشية وتربية الحيوانات وخصوصاً الدجاج ظاهرة غير حضارية ومزعجة للسكان لكن لا نعاني في المدينة من هذه الظاهرة.
روائح وأمراض
وقال المواطن بشار بدور: إن هذه الظاهرة يجب أن تبعد عن المناطق السكنية لما تسببه من روائح كريهة وأمراض تضر جميعها بالمواطن.
عمل متواصل
وقال المواطن الياس جرجس:
حقيقة نحن في مدينة السقيلبية نشعر بالعمل المتواصل للمجلس البلدي وذلك بمنع أي ظاهرة تسيء للمدينة وجمالها إذ من غير المقبول أن نرى حيوانات ضمن أحياء وشوارع المدينة .
يمنع إيواؤها
وعن هذا الملف تحدثت المهندسة أديبة منصور رئيس مجلس مدينة السقيلبية وقالت:
نص القانون رقم /٤٩/على النظافة والحفاظ على جمالية المكان،
حيث يمنع إيواء وتربية الحيوانات ، بما فيها الدواجن، في الأحياء السكنية،
نظراً لما تمثله هذه الظاهرة من أمور سيئة عديدة على صحة المواطن من جهة وعلى تشويه جمالية المدينة من جهة أخرى.
إضافة للروائح الكريهة التي تنتج من فضلات هذه الحيوانات والحشرات التي تتزايد تباعاً مع اقتراب فصل الصيف وتكثر الأمراض الجلدية وخصوصاً حبة حلب المعروفة باللشمانيا.
اعتداء على البيئة
ونحن نعمل في مجلس مدينة السقيلبية لتطبيق هذا القانون بالشكل الصحيح.
وأكدت منصور:
أن ظاهرة تربية الحيوانات داخل المدينة تشكل اعتداء على البيئة من خلال ما تفرزه هذه الحيوانات من فضلات في المنطقة التي ستكون عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض وعن طريق الماء والهواء والتربة.
كذلك الاعتداء على جمالية المدينة وتدمير الحدائق وهذا يشكل مصدر إزعاج كبير للمواطن.
أضرار صحية
أما الأضرار الصحية فهناك العديد من الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان من خلال التماس المباشر واستخدام منتجاتها «إذا كانت مصابة بالأمراض» والعيش بالقرب منها بشكل مستمر وعن طريق الحشرات، الذباب ، البعوض وغيرها التي تنقل الأمراض الخطرة والمشكلة هنا أن الحيوانات المصابة لاتظهر عليها أي أعراض سريرية وهذا يشكل خطراً حقيقياً حيث يمتص البعوض الدم من الحيوان المصاب وينقله إلى الإنسان السليم عن طريق لسعه أو عضه وهناك الكثير من الأمراض أصابت الإنسان بالفعل مثل الحمى المالطية ـ السل الرئوي وغيرها الكثير من الأمراض الفتاكة بصحة المواطن وهذا طبعاً بسبب الرعي في المناطق ذات الطبيعة السكانية.
مخالفة واحدة
وأكدت منصور أن أغلب المواطنين يدركون مخاطر هذه الظاهرة ويعدونها غير طبيعية لأنهم لم يعتادوا رؤيتها باستمرار وهذا الشيء يدل على الوعي الذي نعول عليه.
في الوقت نفسه نعول على تعاون الجهات ذات العلاقة في هذا الموضوع لأن التعاون يثمر إيجابياً على أرض الواقع.
وقالت منصور : هناك مخالفة واحدة منذ بداية عمل المجلس البلدي الجديد وتمت إزالتها بالسرعة القصوى، وهناك لجنة لمكافحة الكلاب الشاردة مشكّلة من مديرية منطقة الغاب وبلدية السقيلبية والمستوصف الإشرافي ،
وعند ورود أي شكوى تقدم من قبل صاحبها كتابياً يصار إلى التحقيق بها ومعالجتها إن وجدت.
التعاون مع البلدية
وتوجهت منصور إلى جميع مواطني مدينة السقيلبية إلى الإبلاغ عن أي مخالفة بالاتصال على رقم البلدية ٦٧٧١٨١٩ ومن ثم القدوم إلى مبنى البلدية.
في الختام:
لابد من الثناء على عمل المجلس البلدي في مدينة السقيلبية لقمعه مثل هذه الظواهر المسيئة للصحة والبيئة ونشدد على عدم التساهل أو التراخي مع هذه الحالات إن وجدت خصوصاً مع انتشار الأمراض الجلدية خلال سنوات الأزمة.
رنا عباس