إنهم أولئك الأشخاص .. الذين نلتقيهم مصادفة، نجلس بجانبهم دون أن نكلّف أنفسنا عناء البحث عنهم..
– عفواً .. أبمكاني شرب بعض الماء منكِ؟
– طبعاً ..
تبدأ القصص، نحن غرباء بالرغم من بقائنا بجانب بعضنا بعضاً ثلاث ساعات ونصف، دون أن نملّ من هذا الطريق، صمتٌ أوليّ يشوبه شيءٌ من الطمأنينة، إنه غريب عني كما غرابتي عنه، سؤالٌ لطيف، جوابٌ ألطف، أحاديثُ تُلبِسُ الجوّ إكليلاً من ورود، الطريق أخضر، هو منقطٌ بالأصفر والأحمر.
– أنا أدرس الهندسة .. وأنتِ؟
حديثٌ ينادي الحديث الآخر، «تعال اجلس بيننا في هذا الصبح الأنيق»..
تنتهي النقاشات، فالرحلة قد انتهت:
– سررتُ بالتعرف إليكِ ..
– وأنا أيضاً .
البابُ يُفتح، الركاب يغادرون الحافلة، تلمسُ قدمي أرض المدينة، أتذكر للحظة .. لقد نسيتُ أن أسأل عن اسمه، لقد نسيتُ أمام هيبة الشبابيك الواسعة المطلّة على الجنة، أن اسأل عن اسم هذا الغريب، حسناً .. لا بأس فهو لم يبادر بالسؤال أيضاً .
في طريق العودة من دمشق إلى حماة .
لمى منصور