اتصل بها وقال لها :
حبيبتي … سآتيك انتظريني في المكان الذي تعودنا أن نلتقي به دائماً ..
أجل عزيزتي ..
اشتقت إليكِ كثيراً … سألقاكِ بعد طول غياب ، سنلتقي ، ونكون سعداء جداً .
انتهت المكالمة ، وهمست بينها وبين نفسها :
-أحقاً بعد هذا الغياب سيعود ..؟ هذا لا يصدق ، التفتت لمن حولها وقالت :
-أخيراً اتصل بعد سنوات فراق ، لقد كنت على يقين أنه سيعود إليّ ولن ينساني لكن كيف سألقاه …!
نظرت إلى المرآة ، رأت وجهها ، اندهشت ، لقد تغيرت كثيراً .. الوقت يمر ..
سريعاً وبطيئاً .. سريعاً لأنها بحاجة لإعادة النظر بشكلها وهندامها ..
وبطيئاً حتى تصل إليه وتلقاه ، وتحضر له الزهور التي يحبها .. ويحبها .
سارت إلى المكان الذي تعودت أن تلقاه به منذ سنوات …
إنها لا تنسى الركن الذي جمعها مع حبيبها .
مشت مسرعة إلى مبتغاها وتساؤلات كثيرة تدور في رأسها ..
كيف ستلتقي به ..؟ هل ستعاتبه أم تلقاه برقيق الكلام .؟
احتضنت الأزهار بيدها … وهمت أن تقطع الشارع … فجأة صدمتها سيارة كانت تسابق الريح … تناثرت الورود من يدها على زجاج السيارة وسقطت هي أرضاً … كانت الضربة قاسية جداً على جسدها ورأسها..
نزل من السيارة .. المفاجأة صعبة جداً وفوق احتماله ، انعقد لسانه ودارت الدنيا به ، لم يعد يرى سواها … فصاح بأعلى صوته :
-إنها هي حبيبتي .. ماذا فعلت …!! لقد كانت تقطع الشارع مسرعة ..
حملها بيديه .. ضمها لصدره ، وقد غطت الدماء شعرها الكستنائي .
المسترسل على كتفيها ..
رامية الملوحي