هـــزي بـيـمـنـاكِ
في كـثافــة الضـباب
بفنجـان جُـلّــقَ
هـزي بيمناك المدخـنة
من كف الشهداء
يشرق الأبـيـض الياسمين
•
كلَّ عـزاء أسمع سيرة الطقس
الرياحُ مناصفةً تهبُّ
من المحيط
من الخليج
كـلَّ عـزاء أكـتشفُ مهـارةَ الشجـرة
على ترويـض الريـح
وكلَّ عـزاء
يُـصاب قـناصـةُ الشمس
بولادة شهـيـد
•
بين الألم والأمل
رعشةُ يقظةٍ على جـفـن الكـرى
بيني وبين الله عـهـدٌ
لن يسقط
لا عمداً ولا سهواً
بيني وبين بلادي
جناسٌ شمسي
هزي بيمناك ياء النداء
بالحرف وبالحركة
أحتضن الترابَ
2
تسقطُ سماءٌ من السماء
حين أمٌ تتعـرفُ وجهَ ابنها
في نبأ عاجل
تنهض من آخر عمرها
تنشغـل عن الحاضر
بعينيها تهزُّ المهـدَ
تعجن الحبق
تملأ كفها
تقتفي أثر الصوت
في الدرب المؤدي إلى غروبٍ
طلع خلسةً عند مفارق الصبا
تسقط سماء من السماء
حين غبارٌ أسود
يهرول في الشوارع
فتصم طفلةٌ أذنيها
تجلس على رصيف الفزع
تؤلف نشيداً أرجوانيا
وصوتُها يرسم نجمةً
تفتش عن صبحها
تسقط سماء من السماء
حين أرضٌ
في موسم الريح تحتفل
فجأة يتوقف العزف
يغزوها الجراد
تسقط سماء من السماء
حين نصفه
أخذه النهر
ونصفٌ ضاع
في الغابة
على باب الأمل تقفُ امرأةٌ
تحلم بأن يحملوا لها منه
ولو إصبعاً
•
تسقط سماء من السماء
حين يشلحُ القمرُ سهره
ويلبس منديل أمٍ
أشعـلتْ بخورَ الـفجـر
ودخلتْ حريـقَ المـقـبـرة.