إن الأنسجة والخلايا في الجسم والتي تتشكل منها الأعضاء والأحشاء تحتاج إلى المواد الغذائية والأوكسجين لتستطيع الحفاظ على حياتها والقيام بوظائفها أو مايعرف بالتروية التي تتم عادة عن طريق الدم عبر الشريان الأبهر الذي يخرج من القلب وتتفرع عنه شرايين عديدة تصل إلى مختلف أنحاء الجسم حيث إن الأعضاء الحساسة كالقلب والدماغ تستهلك المواد الغذائية والأوكسجين بصورة أكبر مقارنة مع بقية الأعضاء، ولاتتحمل نقص التروية أكثر من دقائق معدودات، فما هو تأثير التدخين على ذلك وماهي مضاره على الشرايين والرئة؟.
يجيب عن هذه التساؤلات الدكتور حيدر محمود الاختصاصي في جراحة الأوعية الدموية فيقول:
إن أعراض نقص التروية بالنسبة للأطراف السفلية قد تكون مفاجئة حادة أو تدريجية مزمنة وتتراوح مابين الشكاية من الألم الشديد المفاجئ في الطرف المصاب مع اضطراب الحس والعرج المتقطع وحتى الشكاية في المراحل الأكثر تقدماً من الألم عند الاستلقاء، بينما يزول الألم عند الوقوف أو الجلوس، بينما في مراحل نقص التروية الأخيرة تتشكل البقع السوداء الصغيرة والتقرحات وتدعى بمرحلة الغارغرينا التي تكون سبباً لبتر الطرف المصاب.
وبيّن الدكتور حيدر: أن عوامل عديدة تسرع في حصول تضيق وتصلب الشرايين أولها التدخين، يضاف إليها الداء السكري غير المراقب والضغط العالي المهمل وارتفاع شحوم الدم وزيادة الوزن وأمراض القلب غير المعالجة.
مشيراً إلى أن الأعراض الحادة الفجائية تستدعي عملاً جراحياً إسعافياً بينما في مرحلة العرج المتقطع يتطلب المعالجة الدوائية أو الجراحية حسب عمر المريض، وفي مرحلة الغارغرينا يتوجب إجراء العمل الجراحي إذا توافرت شروط نجاحه من ناحية المريض العامة وحالة الشرايين ووضعية التضيق أو الانسداد.
وتتم المعالجة للانسدادات المزمنة بالتوسع بالبالون خلال عملية بسيطة وتحت التخدير الموضعي.
أما ذات الرئة أو مايعرف بالالتهاب الرئوي وهو يصيب النسيج الرئوي وينجم عن وصول الجراثيم إليه عبر استنشاقها من الهواء أو الانتقال عن طريق الدم أو من بؤرة تنفسية علوية أو جراء تفعيل الجراثيم غير الممرضة الموجودة في الطرق التنفسية العلوية، حيث إن التدخين هو سبب رئيسي للإصابة بذات الرئة أو الالتهاب الرئوي, إضافة إلى ضعف الممانعة التي يسببها التدخين للجسم بشكل عام, إضافة إلى الغبار والغازات المخرشة والبرودة ونقص المناعة والتغذية التي تؤهب بمجملها إلى الإصابة بذات الرئة.
وأوضح الدكتور حيدر: أن تشخيص وعلاج ذات الرئة يكون بمعرفة الأعراض والعلامات وإجراء الفحوص السريرية والمخبرية والشعاعية للصدر لتبيان الحالة وشدتها, بغية إعطاء المعالجة المناسبة.
وهناك مضار كثيرة يسببها التدخين منها تسوس الأسنان, وعلامات الشيخوخة المبكرة وتجاعيد الوجه والجلد وشحوب اللون للوجه, وغيرها الكثير الكثير.
إضافة إلى ظاهرات مرضية مثل السعال وضيق التنفس والقشع ونفث الدم والألم الصدري.
وبهذا كله يجب الإقلاع عن التدخين حتى نحافظ على صحتنا سليمة وجسم سليم وتتجنب تأهب تصلب الشرايين والالتهاب الرئوي وأمراض القلب الأخرى.. لاسيما حتى تتجنب ارتفاع الضغط الشرياني.
توفيق زعزوع