(اعتراف) لست أنا من أختار الكتب التي سأقرؤها، إنما أشعر بها تناديني فأستجيب وحسب!!!
(في سبيل التاج )المسرحية الشعرية للكاتب الفرنسي (فرنسوا كوبيه) والتي أعاد تأليفها كرواية (مصطفى لطفي المنفلوطي) حيث نقل مضمون النص الأصلي بلغة رشيقة ممتعة وكأنك تشاهد الأحداث لا تقرؤها….عدد صفحاتها لا يتجاوز المئة أما عن كمية الأخلاق والمبادئ والقيم التي تصفها فقد تحتاج مجلدا لعرضها.
البطل ولد لقائد عظيم دافع عن بلده ضد الاستعمار سنوات طوال ثم انقلبت حاله رأسا على عقب بسبب فتاة فاتنة أجنبية عن بلده، وقع في حبها واتخذها زوجة واتخذته سلما لتصل لحكم البلاد والتربع على عرشه،
يكتشف الفتى خيانة والده للوطن فيقف في وجهه محاولا إعادته إلى صوابه ولما عجز عن ردعه بالكلام أعمل سيفه واختار وطنه على أبيه، فارتكب بذلك جريمة لا يمكن أن يرتكبها إنسان، وبات عذاب الضمير لا يفارقه ليلا ولا نهارا….
وزوجة الأب مستمرة في أطماعها فتغري الابن بالحكم كما فعلت مع أبيه، ثم ما تلبث أن تعاقبه على رفضه بتأليب الشعب ضده ليحكم عليه بالخيانة العظمى والتي جزاؤها القتل بأيد العامة ينهشون المجرم كما الذئاب المفترسة….
وشاء القدر أن يلاقي البطل حتفه بطعنة خنجره الذي أهداه لحبيبته وخادمته والتي اتبعتها بأخرى في صدرها منقذة بذلك نفسها وإياه من ميتة الذل والهوان….
وهذه مناجاة الابن لتمثال أبيه الذي رفض أن يكشف خيانته وضحى بنفسه في سبيل الحفاظ على مكانة والده بين الناس:
كان لابد أن أقتلك ففعلت، ولكنني قتلتك فيجب أن أقتل بك، كلانا أجرم وكلانا لقي جزاء إجرامه.
أجرمت إلى الوطن فانتقمت له منك وأجرمت إلى الطبيعة فمن العدل أن تنتقم لنفسها مني، فما ظلم أحد منا صاحبه ولا اعتدى عليه.
ارفع رأسك أيها الرجل تيها وعجبا! وزاحم بمنكبيك أجرام السماء وكواكبها! فقد غسل ابنك بدمه جرمك وعارك، فإن لم تكن شريفا بنفسك فحسبك شرفا أنك والد الولد الشريف.
نزهة السيد