التسامح

 د. سعاد الحكيم أستاذة التصوف في الجامعة اللبنانية كتبت في صفحتها منذ أيام:

سألت نفسي، وأنا أقلّب صحائف تاريخ حياتي: ماذا أفعل إن آذاني أحد؟ هل أتصرّف بتلقائيّة مشاعري، أم ألتفت إلى النصّ الإسلاميّ ليكون سلوكي مبنياً على بيّنة شرعيّة؟ وحدّقتُ في منعطفات حياتي، وتساءلت: هل مارستُ أسلوباً واحداً ونمطاً وحيداً في ردّات فعلي مع أذى الآخر، أم تنوّع أسلوبي بحسب مزاجي الجوّاني، وظرفي البرّاني، ومرحلتي العمريّة، وبحسب محبّتي لهذا الآخر، وبحسب تاريخه في صحبتي؟! ونظرتُ في المرّات التي ضعفت فيها عن مغفرة إساءة لشخصٍ فعمدتُ إلى هجره واجتهدتُ في أن يكون هجري جميلاً وليس بربريّاً. كما نظرتُ في المرّات التي غفرت فيها إساءات يكبو عند عَتَبَاتها معظم الناس، وقبل أن أزدهي بنفسي وأُعجب بقدرتي على المغفرة، سألت نفسي وفتّشت فيها: هل كان تسامحي مع هذا الآخر من أجله ولإعطائه فرصة جديدة حقيقيّة، أم من أجل نفسي لأحمي نقاء سيرتي وصفاء قلبي ورضاء ربّي، أم لسبب يغوص في قاع وعيي وأعجز عن البوح به حتى لنفسي؟ وبكلام آخر هل كان تسامحي برّانياً وفي أعماقي هجران مقنّع؟!.

 

المزيد...
آخر الأخبار