تلوث البيئة خطر حقيقي على مصياف مكتب البيئة : الانتشار العشوائي لمكبات القمامة والصرف غيرالصحي يفاقم الخطر معاصر الزيتون لا تلتزم بشروط البيئة محال المنطقة الصناعية مصدر إزعاج

رغم جميع التأكيدات على أن تلوث البيئة يشكل خطراً حقيقياً ورغم جميع الدراسات والأبحاث بهدف إيجاد الحلول لإنقاذ البيئة إلاَّ أن الواقع شيء مختلف تماماً فجميع الأسباب المؤدية لأذية البيئة موجودة بيننا ونعيشها، سواء مكبات القمامة العشوائية المتناثرة هنا وهناك، أو مياه الصرف الصحي المكشوفة أو دخان المصانع أو الضجيج أو قطع الأشجار أو الحرائق المفتعلة وغيرها فكل سبب منها يؤذي البيئة بطريقته .
مصياف من المناطق التي تتعدد فيها مصادر التلوث والتي باتت تشكل أزمات بيئية حقيقية بدءاً من مكبات القمامة المنتشرة في مناطق كثيرة وعلى الطرقات العامة، أم القمامة الموجودة في المدينة والتي تعد مصدراً لإزعاج المواطنين، ومن المعروف أن النفايات أحد أكبر مصادر التلوث للبيئة حيث تتسبب هذه النفايات بانتشار الروائح الكريهة والقوارض والبعوض، عدا عن منظرها المسيء ولاسيما أننا نتحدث عنها في منطقة تعد سياحية كمصياف، انتقالاً إلى التقاعس في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي.

الصرف الصحي مفقود
فحتى الآن لما تزل أماكن وقرى كثيرة وتحديداً في الريف تفتقد إلى التخديم بالصرف الصحي أي إن المواطنين في هذه القرى يعتمدون الحفر الفنية المنتشرة بين منازلهم ما يؤدي لسيلان المياه الآسنة بين التجمعات السكنية أو في أقنية مكشوفة مسببة الروائح و المناظر المسيئة وتجمع لمختلف أنواع الحشرات والبعوض ، ما سيؤدي حكماً إلى انتشار الأمراض سواء التنفسية الناجمة عن الروائح أم الأمراض الهضمية عند اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب ، وكثيراً ما حدثت وسببت أمراضاً كالتهاب الكبد أو الإسهالات في ريف مصياف أم الجلدية وانتشار اللشمانيا في عدة قرى مثل ديرالصليب وكفر عقيد شاهد ودليل واضح على وجود الخلل والتقصير فيما يتعلق بالتعامل مع الانتشار العشوائي لمكبات القمامة أم مشاريع الصرف الصحي المكشوفة.
ومعاصر الزيتون أيضاً
أيضاً معاصر الزيتون الموجودة في منطقة مصياف بكثرة كونها منطقة تمتاز بزراعة الزيتون أمست مصدراً للشكاوى الكثيرة من مخلفاتها ومنصرفاتها لعدم تقيد أصحابها بشروط وطرق التخلص منها، وتكديسها أو تحويلها إلى الأنهار الموجودة في المنطقة وما ينتج عنها من روائح وانتشار للجراثيم واحتمالية اختلاطها مع مياه الشرب.
والمنطقة الصناعية
لنصل بالحديث إلى المنطقة الصناعية بمصياف والوعود منذ عشرات السنين بإحداثها ما يريح المدينة من الانتشار العشوائي لمحال الصناعيين وما يسببه انتشارها من مناظر مزعجة وأصوات وضجة عارمة، هذه القضايا وقضايا أخرى تسبب تلوث البيئة، فكيف يتعامل معها مكتب البيئة في مصياف وما هو دوره وكيف يعمل على نشر الوعي بين فئات المجتمع وهل الرقابة حقيقية وكافية على جميع التعديات على البيئة؟
مكتب البيئة وشؤونه
رئيس مكتب البيئة في مصياف المهندس حسن اليوسف قال حول هذه الأسئلة :
عادة ومع بداية فصل الصيف والذي تنتشر فيه الحشرات والأمراض بكثرة نقوم بالعديد من النشاطات في مجال التوعية البيئية ولمختلف شرائح المجتمع وخاصة المدارس، وذلك لاستهداف الشريحة الأهم والأوسع في المجتمع حيث تتنوع المواضيع والتي تتركز على كيفية الحفاظ على البيئة والتركيز أيضاً على النظافة العامة وترشيد استهلاك المياه والموارد وأسباب التلوث وكيفية التخفيف منها ، إضافة إلى القيام بحملات نظافة في العديد من المدارس وعدد من أحياء المدينة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
المكبات عشوائية
في ما يخص مكبات القمامة فإنها تنتشر بشكل عشوائي في أغلب القرى وتغيب عنها الشروط الصحية لابل تشكل مرتعاً حقيقياً لتكاثر الحشرات والذباب وغيرها، ومايزيد الطين بلة هو عمليات الاحتراق الذاتي وتحديداً في الصيف وما ينجم عنها من تلوث الهواء أيضاً، علماً أنه يوجد مخطط توجيهي لإدارة النفايات الصلبة على مستوى المحافظة والذي سينهي فور الانتهاء منه وبدء استثماره مشكلة المكبات العشوائية والنفايات الصلبة ويقوم مكتب البيئة في مصياف في حال تلقيه أية شكوى حول مكبات القمامة بالكشف الفوري ووضع الشروط البيئية التي تحد من الآثار السلبية وإلزام الوحدات الإدارية بتطبيق هذه الشروط عن طريق كتب توجه للمحافظ .
تفتيش على المعاصر
أما معاصر الزيتون فهي تنتشر في منطقة مصياف كونها منطقة تنتشر فيها زراعة الزيتون بكثرة ودورنا هو القيام بجولات تفتيش بيئي على المعاصر خلال الموسم ورصد المخالفات وتسجيل الملاحظات الموجودة في المعاصر ومراسلة لجنة المعاصر بها ﻹلزام أصحابها بالتقيد بجميع الشروط وإزالة المخالفات وترحيل المنصرفات وعدم تكديسها أو تجميعها وإضافة إلى ما نقوم به يوجد لجنة مختصة للكشف على المعاصر خلال موسم العصر .
بانتظار المنطقة الصناعية
أما في ما يتعلق بالانتشار العشوائي للمحال الصناعية في مدينة مصياف فهي كثيرة لعدم انتهاء العمل بالمنطقة الصناعية حتى الآن وهذا يؤدي إلى آثار بيئية سلبية على البيئة والإنسان، وبشكل خاص الضجيج والنفايات الصلبة علما أن أغلب هذه المحال هي من صناعات الصنف الثالث المسموح ترخيصها ضمن التنظيم، وإن إحداث المنطقة الصناعية سوف ينهي هذه المشكلة علماً أنه يوجد منطقة صناعية ملحوظة على المخطط التنظيمي ولكن غير مستثمرة ،ويقوم مكتب البيئة بالمشاركة في ترخيص هذه المحال داخل التنظيم وهي صناعات الصنف الثالث حصراً حيث لا تمنح الموافقة البيئية إلا بعد التأكد من جميع الشروط المطلوبة كما تتم المتابعة بعد الحصول على الترخيص من خلال التفتيش البيئي الدوري أو من خلال شكاوى المواطنين .
المياه ضمن المواصفات
وفيما يخص وضع مياه الشرب يتم قطف عدة عينات من أماكن مختلفة من مصياف إضافة إلى عدد من المدارس وقد كانت نتائج التحاليل ضمن المواصفات المطلوبة لمياه الشرب .
اللشمانيا منتشرة
بقي أن نتحدث عن اللشمانيا المنتشرة بشكل كبير في بعض القرى .ذلك يعود إلى انتشار المكبات العشوائية وأقنية الصرف الصحي المكشوفة في بعض القرى إضافة الى تربية الحيوانات (المواشي ) وفي هذا المجال يقوم مكتب البيئة بحملات توعية بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات المختصة /منطقة صحية والمدارس والمراكز الصحية/ بهدف التعريف بالمرض وآلية الوقاية منه والتوجيه للعلاج المبكر في حال حدوث الإصابة.
الأمل معقود على محطة المعالجة
وفيما يخص معالجة مياه الصرف الصحي يعقد أهالي منطقة مصياف آمالاً واسعة للتخلص من مشكلة التلوث فور الانتهاء من إنجاز محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي حيث تعد مشروعاً ممتازاً على صعيد رفع التلوث عن المصادر المائية العذبة ولاسيما الينابيع والآبار التي تنتشر في المنطقة بكثرة.
ونحن نقول :
من المخجل حقاً أن نحتفل بيوم للبيئة ومن المخجل أن نسمع شعارات وندوات حول ضرورة المحافظة على البيئة ومنازلنا بين الحفر الفنية وأكوام القمامة والروائح تزكم أنوفنا، والطامة الكبرى أن هذه المشكلات في تزايد ، أي إن الخطر يتفاقم فقد حان الوقت لأن تتحرك الجهات المعنية وتنفذ جميع المشاريع التي من شأنها أن تحد من تلوث البيئة .
نسرين سليمان

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار