التراث العربي صالح لنهضة عربية حديثة ! !
هل هذا معقول .. و.. مقبول ( !!!)
العرب وحدهم عرفوا المنهجية العلمية ..والتقنية التي ارتكز عليها علماء أوربا بعد عصر النهضة ! !
هل تصدّقون ذلك !!
على سبيل المثال :
كانت معلومات الجغرافي ( الفذّ ) عبد الله البكري القرطبي هي الأسس التي بنى عليها كريستوف كولومبس رحلاته واكتشافاته
( !!!) .
********
ولنسأل أنفسنا :
ــ من منا يعرف أبا عبيد عبد الله البكري القرطبي أكثر من كولومبس ؟!
وقد كان ابن حضارتنا المتكاملة التي تركناها في الأندلس ( !! )
إنّ التراث كائن حيّ ..
التراث يعيش في اعماقنا ..
التراث هو منا ونحن منه ..
التراث هو حصيلة جهود الأفذاذ والمبدعين في الماضي والحاضر التراث هو الذي يمثّل ماضي هؤلاء ممتداً إلى حاضرنا ، ومتداخلاً فيه ! .
و.. أسلافنا وإن ماتوا جسدياً فهم لا يزالون يعيشون معنا بل ويتدّخلون في حياتنا من خلال هذا الموروث النفسي والمادي والثقافي الذي تركوه لنا أمانة في أعناقنا ( !!)
*********
و.. الأطفال اثمن ما نملك ــ اليوم ــ من الحياة (!!!)
و.. الأطفال حين نكسبهم نكسب المستقبل .. الأطفال هم الحلقة الثمينة الغالية التي تتمم سلسلة الأباء والأجداد . و.. الأطفال بدونهم لا حياة متوالية ولا خلود ( !!) .
******
وإذا أردنا أن نمنح المستقبل العربي جيلاً مؤهلاً لرفض كل ما هو معادٍ للإنسان لابدّ أن نعنى بالطفولة وبثقافة الطفولة ، وبتوجيه الطفولة نحو الهدف الأسمى والأمل المرجو!! .
*********
أطفالنا اليوم ــ مطالبون في الآتي .. في المستقبل بإنجاز مالم يستطع آباؤهم إنجازه ( !! )
لذا لا يمكن الاستغناء عن التراث !! لا يمكن أن نتجاهل ما كان لنا من مواقف وبطولات وأمجاد .. هذه نقطة مهمة ( !!) .
بل هي نقطة حاسمة ( !! ) نقطة تقوم على إحداث الوعي التاريخي والتراث الأصيل في شخصيته الطفل ، من أجل أن تسهم في تنمية الفضول المبدع لدى الأطفال !! وليطرحوا ــ بعد ئذ ــ تساؤلاتهم عن السابق واللاحق في مجالات الثقافة والحياة والمجتمع !!
لذا لا بدّ لنا من تنمية الحلم المبدع .
لابدّ لنا من تنمية التخيّل التناريخي والتراثي في شخصية كل طفل..
لا بدّ لنا من أن نعمل على تعميق حريته إزاء التاريخ والتراث ..
********
وسيشعر الطفل بعدئذ بالاعتداد المتواضع بشخصيته حيال التراث العربي !! لأن قضية التراث هي قضية الإنسان المعاصر بحاجاته المتعدّدة وقدراته وإمكاناته العلمية التي يطبقها في بحثه لها !! . ومهما كان الماضي عظيماً فالحاضر اعظم بمقوّماته الراهنة ..الحاضر أروع بآفاقه المستقبلية ( !!)
ونحن ــ الكتاب ــ حين نقدّم للأطفال صوراً من الاستلهام التراثي ننطلق من مرحلتنا ــ نحن ــ بما يحيط بها من عمق إنساني !! .
نحن نقدّم صورة المعرّي وصورة الجاحظ وصورة المتنبي برؤيتنا وبتطلعاتنا الراهنة ، من منطلق حبّ الوطن ، حبّ الحرية ، حبّ التقدّم ، حبّ الحياة المعاصرة .
و.. أصالة الشعب لم تعد مرهونة بالتشبث بالماضي وحده بل باستلهام الماضي من أجل الحاضر واستشراف آفاق المستقبل ( ! )
* تقديم التراث العربي للأطفال يعني مدّ الجسور بين الحقائق التاريخية وامتداداتها التراثية اللاحقة ، تقديم التراث هو اختراق الحاضر إلى الغد المشرق ( !!) .
نزار نجار