لرمضان طقوس مختلفة عن جميع الشهور العادية ,فيكثر فيه عرض الأعمال الدرامية,وتتسابق شركات الإنتاج الدرامي لعرض أعمالها وتحاول أن تختار الوقت المناسب الذي يرفع من متابعة المشاهدين ,وهكذا يبدأ العرض والطلب .
سوية الأعمال
حاولت قدر الإمكان أن أتصفح مقاطع من الأعمال المنتجة حديثاً ,عبر محطات فضائية عربية منتشرة بهذا الفضاء الواسع ,وأعترف بأنني حاولت أن أتابع الأعمال السورية فقط ,لست شوفينياً بهذا ,بقدر ماهو اطمئنان على سوية الأعمال الدرامية السورية بعد السنوات العجاف التي أصابت البلاد ,فالدراما تمثل بشكل أو آخر المرآة التي تعكس بعضاً من الواقع ,الدراما هي الرؤيا لواقع متشظ وكيف نتجاوزه لواقع يحمل السلام والأمان ,ولكن يبدو أن صناع الدراما كان لهم رأي آخر في ما قدموه للأسف هناك أعمال قدمت خلال هذا الشهر المبارك لا تملك مشروعية عرضها حتى خارج هذا الشهر منها مسلسل (غفوة القلوب) تأليف هديل إسماعيل وإخراج رشاد كوكش ,وربما في الأيام القادمة أقدم قراءة نقدية تتناول هذا العمل الدرامي .
شراكة سورية لبنانية …
لقد أيقن صناع الدراما في لبنان بأنهم أمام خيار واحد لرفع سوية نتاجهم الدرامي وهو الاستفادة من الكادر الفني الدرامي السوري (كتاب ومخرجين و….) حتى يقتحموا الشاشات الفضائية العربية ,وهناك تجارب كثيرة في السنوات الأخيرة تم إنجازها، وفي هذا الشهر قدم المسلسل (كاتب) رؤية وسيناريو وحوار ريم حنا وإخراج أخيها رامي حنا وبطولة الفنان باسل خياط وبقية الكادر من لبنان ولكن للأسف هو عمل دون المستوى المطلوب ,ربما من المبكر إطلاق أراء نقدية قاطعة على عمل درامي لم ينته بعد,أكيد ولا خلاف حول هذا ولكن ما شاهدناه يمكن أن ينبئ بأن الحلقات العشر الأولى شبه كافية بأن نقدر سوية العمل ,وهناك عمل آخر حمل عنوان(هوا أصفر)قصة وسيناريو وحوار علي وجيه ويامن حجلي وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، وبطولة سلافة والفنان اللبناني يوسف الخال والفنان فادي إبراهيم والفنان يزن خليل ويامن حجلي والفنان تيسير إدريس وجلال شموط ,وطبعاً يوجد أسماء فنانين من البلدين (هوا أصفر) هو التجربة الثانية بالكتابة ليامن حجلي وعلي وجيه وهذه التجربة أكثر نضجاً فنياً وفكرياً ,وهناك عمل آخر هو (دفاتر الماضي ) للمخرج أحمد إبراهيم أحمد .
هذه السنة حملت الكثير من التزاوج الفني بين الدراما السورية والدراما اللبنانية ,ربما لم تقدم المرتجى منها ,ولكن السنوات القادمة قد تحمل الخير والتقدم للدراما السورية والدراما اللبنانية .
محمد أحمد خوجة