قرض التكافل الاجتماعي نقوط العرس حل لمشكلة الشباب

مع حلول فصل الصيف تزداد حفلات الزفاف وتشجعها عادات مازال أفراد المجتمع يتمسكون بها مثل عادة «النقوط» وتقديمها من قبل الأهل والأصدقاء رغم أن بعض حفلات الزفاف تقام في صالات الأفراح أو في المنازل حيث يتم تحضير الموائد والمشروبات للمدعوين الذين بدورهم يقدمون مبالغ مالية للعريس أو العروسة يتعارف عليه بالمجتمعات «بنقوط العروسين»، ومن أصحاب العرس من يسجل اسم من قدموا مبالغ مالية عند مأدبة الغداء ليرد الهدية حين يتزوج أحد من أقربائهم، ورغم اختلاف وتنوع عادات الزواج من منطقة لأخرى فيما يخص النقوط في الأعراس، إلا أنها لا تزال قيمة اجتماعية باقية في مجتمعنا بدون أن ينال منها الدهر.

مردود
يقول سعد المنصور : يعد النقوط المقدم، من قبل المدعوين في الأعراس، بمثابة مساعدة من الناس للعروسين، وفاتحة خير لكل راغب في الزواج ويعتبر «نقوط العروسين» كله سلف ودين، ووفق العادات الاجتماعية الدارجة كان يقيم أصحاب العرس مأدبة غداء ، ويترتب على المدعو خلالها دفع مبلغ مالي يعرف باسم «النقوط» يقدم للعريس، وأن «النقوط والموائد هي العادة الأصيلة المهمة التي بقيت في ثقافتنا رغم ما أصبحنا نشاهده من أفراح في الصالات، ولكونها تعبر عن التضامن بين أفراد المجتمع.
ويضيف: هذه العادة ساعدت الكثير من الأزواج المقدمين على الزواج، على استكمال الفرح ، ونشدد على ضرورة بقاء هذه العادة بين الناس، والحفاظ عليها والتمسك بها، وهذا الموروث وغيره جزء لا يتجزأ من عاداتنا العربية الجميلة يساعد في التخفيف من نفقات وتكاليف الزواج، والمساهمة في زيادة أواصر المحبة، والترابط والتراحم الاجتماعي، وتحقيق التكافل الاجتماعي بما يسمى «العونة»، في المناسبات المختلفة بشكل عام، وأفراح الزواج بشكل خاص، أما فيما يتعلق بالعروس يتم وضع النقوط في ظروف مغلقة يكتب عليها اسم صاحب النقوط ، وبعد وصول العروس إلى منزل العريس، يتم أيضاً تقديم النقوط أمام منزل العريس، ولكن هذه المرة يقدم النقوط من أهل العريس والمقربين منه فقط هذا كان يحصل أيام زمان ولكن في هذه الأيام اختلف الأمر عما كان سابقاً بين الناس.
مساعدة
الأستاذ علي عيسى يقول : من الناحية الاقتصادية وبالنسبة لذوي الدخل المتوسط، فإن «النقوط» يساعدهم إلى حد كبير في تغطية مصاريف الزفاف، وإن عادة النقوط أو الهدايا في الأعراس «إنما هي تعبير عن حالة تضامنية عاشها أفراد كل المجتمعات العربية.
ويعرف «النقوط» هو ما يُهدى في الأعراس خاصةً، وفي الأفراح والمناسبات السعيدة عامةً، كبناء بيتٍ جديدٍ أو النجاحات في الشهادات أو في الجامعة أو عند الولادة ونحوها، والنقوطُ من العادات والأعراف الحسنة في المجتمع، وهو معروفٌ قديماً، ولا زال العملُ به جارياً في كثيرٍ من المجتمعات في وقتنا الحاضر، وللنقوط أثرٌ طيبٌ في التكافل الاجتماعي، وخاصةً في الأعراس، حيث يُسهم النقوطُ في مساعدة العرسان على تلبية متطلبات الزواج المادية. وهو يندرجُ تحت الهبات والهدايا والصدقات وتكون للتوددِ والمحبةِ غالباً،
ويتفاوت نقوط العرسان من شخص إلى آخر، ومن طبقة إلى أخرى، فهناك من يدفع نقودا، وهو الأكثر شيوعا بين الناس، ولكن هناك من الموسرين من الأقارب من يقرر أن ينقط العريس أو العروس بهدية عينية قيمة لمساعدتهما على الزواج، حتى أنه في بعض الأحيان يكون ذلك بشراء بعض المتطلبات الأساسية، والتي قد تصل إلى شراء مفروشات وأجهزة كهربائية، يحتاجها العروسان، وأن التعاون غريزة بين جميع المخلوقات، على اختلاف أجناسها، وأمر ضروري لا تقوم الحياة من دونه، وهو وسيلة لدرء الأخطار، والركيزة الأساسية لبناء مجتمع أساسه المحبة والود والإخاء، والبذل والمساعدة، وأن النقوط أو الهدية تبعث بين أفراد المجتمع المودة والألفة، والتزاور والتواصل بين الناس، وهي عادة متجذرة منذ القدم.
ويجزم الناس أن النقوط يظل دينا في رقبة من حصل عليه من غير كتابة، وهو ظاهرة من ظواهر التكافل ويشجع عليه ما دام بين الأقارب والجيران، لأنه يحل مشكلة كبرى من مشكلات الزواج لدى غير القادرين.
ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار