ملأ أنين ناعورة حديقة أم الحسن أرجاء ساحة العاصي، واتجهت أنظار العابرين إليها بلهفة وفرح، بادر بعضهم بالاقتراب منها للتمتع بمنظرها يغرف مااستطاع من الصور للذاكرة تحسباً لأيام الجفاف وتوقف دورانها.
لكن من يمتع ناظريه عن بعد بدورانها والماء يتدفق شلالات على ضلوعها خير له من الاقتراب منها لأن الروائح الكريهة التي تنبعث من المياه المتطايرة تملأ المكان وتنسي الزائر فرحته بها.
فمياه العاصي تسير على استحياء خجلاً من نظرات الناس لماتحمله من مخلفات الصرف الصحي التي طفا بعضها على السطح وتمازج قسم كبير منها مع المياه التي سرقت منها صفة العذوبة التي تغنى بها شعراء العاصي واستبدلت بالآسنة والملوثة.
هذه اللقطة نسجلها كما هي علَّ المسؤولين عن محطات المعالجة والنواعير وسياحها يقومون بخطوات ولو كانت بدائية لتنقية المياه من الشوائب ما أمكن أو معالجتها وإطلاقها في مجرى العاصي كي تزهو النواعير بشالات الماء المرخية على أكتافها وهي تنقلها للسواقي والبساتين.
غازي الأحمد
المزيد...