تعد صناعة الذهب من أقدم وأكثر الحرف عراقة وأصالة في بلدنا ، وهي جزء لا يتجزأ من التراث. وقد اشتهرت المرأة السورية بذوقها الرفيع في اختيار المصاغ الذهبي والحلي الذي تتزين به ،ولهذه المهنة أهمية اجتماعية واقتصادية في سورية عموماً وحماة على وجه الخصوص ، فالذهب له مكانته في مهر العروس فقد اعتمد كبدل للعروس حيث يقدر المهر من خلال الذهب ومن جهة أخرى هو وسيلة ادخار يلجأ إليها الكثيرون في حياتهم منذ زمن طويل ، ولكن ومع مرور الوقت أصاب هذه المهنة الحرفية الركود نتيجة الظروف الاقتصادية التي انعكست سلبياً عليها، فلم يعد الإقبال كما كان بل وصل إلى أسوأ مستوياته خلال الأعوام الفائتة، فالخمسمائة ألف التي كانت تشتري بها العروس مصاغها باتت الآن بالكاد تكفي ثمناً للمحبس مع حلق وخاتم ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه لقضية أهم ،إنه رسم الإنفاق فإن ارتفاع رسم الإنفاق الاستهلاكي قلل الإقبال على شراء الذهب الجديد وهذا التراجع في المبيعات انعكس سلبياً على عمل وإنتاج الورشات المصّنعة للذهب وتراجع الإنتاج وهذا أدى إلى انخفاض الرسم المالي لدمغ المصاغ مما أدى بدوره إلى عجز الجمعية عن تسديد الرسوم المفروضة عليها إلى وزارة المالية ويعد ذلك من الأمور الهامة التي دفعتنا للقاء رئيس الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات والأحجار الثمينة في محافظة حماة عصام جبران شهدا وأمين سر الجمعية السابق إليان كحيل.
ماهي أهم أسباب ارتفاع الذهب عالمياً ومحلياً ؟وهل مازال هناك إقبال على شرائه؟
إن ارتفاع سعر الذهب عالمياً له أسبابه الدولية وبالأخص التوترات المهددة لمصادر الطاقة في العالم والتهديد بالحروب.
وأهم المعوقات ارتفاع رسم الإنفاق الاستهلاكي وارتفاع سعر الذهب عالمياً؟
وإن ارتفاع سعر الذهب محلياً مرتبط بعامل الطلب وارتفاع سعر صرف الليرة ، وفي السنوات الثلاثة الأخيرة كان هناك تراجعاً في مبيعات الذهب بشكل تدريجي إلى أن وصل إلى الحد الأدنى في الوقت الراهن.
ماهي أهم أنواع قطع المصاغ الذهبي التي يرغب بها الأهالي في المحافظة ويقبلون على شرائها؟
لا يختلف شراء أهالي حماة عن غيرهم من ناحية نوع الذهب ولكن المميز بالمصوغات الحموية هو (المبرومة الحموية) واليوم الطلب عليها ضعيف جداً.
هل إقبال الشراء على الذهب القديم أم الجديد أكثر؟
هناك إقبال أكثر على شراء الذهب القديم (المستعمل) بينما الذهب الجديد محدود جداً، وذلك لارتفاع الرسم المالي عليه أثناء الدمغ والذي بلغ 5% من سعر الذهب .
ماهي المعوقات التي تعترض أعمال أصحاب هذه المهنة في الوقت الراهن؟
أهم المعوقات التي تعترض أصحاب هذه المهنة ارتفاع نسبة رسم الإنفاق الاستهلاكي إضافة إلى ارتفاع سعر الذهب عالمياً، والوضع الاقتصادي العام في سورية ، مما أدى إلى ضعف في المبيعات وهذا يؤثر سلبياً على أصحاب هذه المهنة.
كانت تلك الأسئلة التي وجهناها إلى أمين الجمعية الذي ركز في لقائنا معه على قضية رسم الإنفاق والذي اقترح باسمه وباسم أعضاء الجمعية أن يتم تخفيض رسم الإنفاق من قبل وزارة المالية إلى 1 أو 2% بدل 5% وبذلك تكون عمت الفائدة على الجميع و هذا بدوره جعل جمعية الصاغة توجه كتاباً رسمياً إلى اللجنة الاقتصادية في سورية.
وفي النهاية نتوجه إلى وزارة المالية التي تتحمل جزءاً من المسؤولية ونرجو منها النظر وبجدية في رسم الإنفاق المفروض لأن استمراره سيعمل على نعي هذه المهنة العريقة التي لطالما كانت أساساً من أسس تراثنا العريق ،ونرجو الإصغاء والعمل.
حماة – شذى الوليد الصباغ