مومو للأديب الألماني ميخائيل إنده (1929-1995)

– ما هو الزمن؟ ذاك الذي يشترك الجميع فيه دون أن يلحظه أحد، أهو دقائق وثوان تمر، أم هو الساعات المختلفة التي ابتكرها الإنسان لتحديد الأوقات؟ ولكن السؤال: هل تمكن أحد من الوصول إلى كنهه؟؟.
«مومو» رواية أسطورية تحاول كشف سر الزمن، فتاة صغيرة ذكية غير معروفة الأهل، هربت من الميتم وقررت السكن في منطقة متطرفة بعيدا عن المدينة وضجيجها، تساعد الناس بأن تصغي إليهم وإلى مشاكلهم لساعات طوال، وبعد استماعها لهم يشعرون براحة عجيبة حتى بات الجميع ينصح بزيارتها ما إن تضيق الحياة وتسوء الأحوال….
كان لها أصدقاء غريبون: عجوز يجد صعوبة بالكلام يعمل كمنظف للشوارع وشاب عاطل عن العمل لا يعرف سوى رواية الحكايات والقصص التي وجد أنها بقرب صديقته الصغيرة تزداد وتصبح أكثر جمالاً وغنى بالأفكار، بالإضافة للعديد من الصغار الذين يزورونها دوما في مسكنها الغريب والذي كان فيما مضى مسرحاً أثرياً كمسارح الإغريق القديمة، يزورونها لأنها دائماً تعطيهم طرقا جديدة لألعاب مسلية ما كانوا يعرفونها من قبل.
إلا أن المشاكل بدأت عندما انتبه لوجودها لصوص الزمن فقد كانت تتسبب بخسارتهم للأوقات الطويلة التي كان الناس يقضونها برفقتها، فعملوا على التخلص منها من خلال دمية متحركة تدعي بأنها كاملة وأن جميع الناس سيحسدون هذه الصغيرة على امتلاكها وكادت أن تخدع لولا أن اللعبة لم تكن تكف عن طلب المزيد من الملابس والأشياء والطفلة ما كانت تملك من ذلك شيئاً، وعند فشلهم بالمهمة أعلنوا حالة طوارئ ووضعوا الخطط للقضاء على عدوتهم بأن شغلوا أصدقاءها وجميع الناس. فالكل متوتر يريد إنجاز كل عمل بأقل وقت ولا يهم الجودة ولا يهم إذا ما كان يستمتع بعمله أم أنه يقوم به كواجب لابد من إنهائه المهم توفير الوقت، ولم يسأل أحد أين أو ماذا يفعل بهذا الوقت الذي يوفره، لكن «مومو» كانت تعرف أن اللصوص يعيشون على هذه الأوقات المتوفرة.
وأخيراً تدور معركة تنتصر فيها الصغيرة بمساعدة مالك الزمن وسلحفاته الغريبة التي تضيء صدفتها بكلمات ترشدها لتحقيق النصر….
عدد صفحات هذه الرواية لا يتجاوز 300، بأسلوب طفولي لطيف، لسلاستها تحسب أنك ستنهيها في جلسة أو جلستين على الأكثر، ولكن لا لن تسطيع ذلك أبدا، ستضطر أن تقف لحظات طوال وأنت تحاول فهم الزمن، أو على الأقل فهم الزمن من وجهة نظر الراوي.
نزهة السيد

المزيد...
آخر الأخبار