واقع مياه الشرب الحالي بسلمية وريفها لايسر الميــاه: إجـــراءات عــديــدة لتحســـين الـــوارد المــائـــي 85% نسبة تنفيذ خط الجر يؤمن المياه لسلمية لـ 30 عاماً

.. مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة ، تزداد معاناة المواطنين بمدينة سلمية وريفها بالحصول على مياه الشرب ، بسبب ازدياد الطلب عليها والزيادة السكانية الكبيرة وشح ونقص الوارد المائي ، وينتظر المواطنون أياماً عديدة لا تقل عن أسبوع لتعبئة المياه التي لا تكفي لأيام قليلة ، وأكثرهم بأطراف المدينة والريف يعتمدون على صهاريج خاصة للحصول على مياه الشرب وبأسعار باهظة ، ومحطات التحلية الموجودة لا تسد الحاجة بأغلب الأحيان ، ولابد من وجود حلول ومشاريع لزيادة الوارد المائي وحفر آبار إضافية للتجمعات السكانية الكبيرة بالريف .

معاناة شديدة
مواطنو مدينة سلمية في أغلب أحياء المدينة أكدوا لنا : كل اسبوع يتم ضخ المياه ، وتصل بوقت متأخر من الليل بأغلب الأوقات ، والقاطنون بالأحياء المتطرفة وخاصة بالسعن القبلي والقراجة والكريم والمنطار وكتلة من الحي الغربي والجنوبي ، وغيرهم بنهاية الخطوط ، يعانون كثيراً بالحصول على مياه الشرب ويمتد لأسابيع انتظارهم بأغلب الأحيان .
ـ مواطنو الريف بالشيخ علي كاسون وبري الشرقي وتل التوت وصبورة وعقارب وجدوعة ، معاناتهم شديدة بالحصول على مياه الشرب ويعتمدون على تغذية آبار مؤسسة المياه التي لا تسد ربع حاجتهم ، ويطالبون بحفر آبار جديدة وإيجاد حلول لتخفيف معاناتهم وجشع أصحاب الصهاريج الخاصة التي يعتمدون عليها لتعبئة مياه الشرب المجهولة المصدر والشك بصلاحيتها للاستخدام البشري .
من خط الشومرية
ـ القاطنون بقرى الريف الجنوبي لسلمية ، قالوا لنا : نعتمد للحصول على مياه الشرب من الوارد المائي عبر خط الشومرية ، وهناك معاناة شديدة في أغلب الأيام وتمتد لأسابيع ، وتنقطع المياه لأسباب عديدة منها انقطاع الكهرباء وتوزيع الكميات القليلة الواردة لعدد كبير من القرى ، ولأسباب أخرى مجهولة، ونأمل إيجاد حلول جذرية .
نتلافى الضعف
مدير وحدة مياه سلمية المهندس نبيل ثلجة، حدثنا قائلاً : نعمل ونسعى بوحدة المياه لوصول مياه الشرب لجميع المواطنين ، فمع بداية الصيف وزيادة الاستهلاك ، حصل ضعف بوصول مياه الشرب لبعض الأماكن في الأحياء وأطراف المدينة والخطوط الضعيفة أصلاً ، ونزيد ساعات الضخ اليومي لتلافي هذا الضعف ، وبتقوية الخطوط ذات المعاناة الشديدة وذلك بالحفر بوساطة الباكر ومد خطوط تقوية جديدة ، ولكن بسبب وجود اختناقات قديمة وكثيرة منذ عدة سنوات، بشبكة مياه سلمية، والتي تؤثر في وصول المياه للمشتركين في هذه المواقع ، يتطلب هذا الأمر بعض الوقت لحل المشكلات لكامل الاختناقات، بالإضافة للتوسع العمراني الأفقي بالمدينة زاد في طلب المياه وتؤثر في تفاقم ضعف المياه صيفاً للأحياء، والعمل مستمر بشكل متواصل لإنهاء مشكلة الاختناقات .
إزالة المخالفات على خط الشومرية
وبالنسبة لخط الشومرية الذي يغذي قرى الريف الجنوبي وحي السعن القبلي ، يضيف ثلجة قائلاً: قمنا بإزالة عدد من المخالفات والتعديات على خط الضخ / الإسالة / القادم من الشومرية، ونتابع العمل لإزالة كل التعديات المتبقية لتحسين الوارد المائي لجميع المواطنين المستفيدين من مياه الشومرية منها قرى / خنيفس ـ دنيبة ـ شكاري ـ تل خزنة ـ تل حسن باشا ـ سنيدة ـ أم العمد ـ قب اللهاة ـ الموج ـ وحي السعن القبلي بسلمية / والذين كانوا يعانون من نقص المياه ، والآن باتت تصلهم حسب برنامج توزيع محدد ، كما نقوم بإجراء صيانات دورية لمضخات آبار الشومرية لإبقائها جاهزة للضخ، وحاليا لدينا / 5 / آبار عاملة في مشروع الشومرية والبئر السادس قيد الإصلاح ، وواقع التقنين الكهربائي يؤثر سلبياً على الضخ ، ورغم ذلك هناك ضخ للمياه بشكل يومي .
هدر المياه
ويضيف مدير وحدة مياه سلمية قائلاً : نعاني ويعاني المواطنون من مشكلة هدر المياه بأحياء المدينة من قبل بعض المواطنين وبطرق مختلفة ، ما يؤثر على وصول المياه للمواطنين، وتقوم دوريات قمع المخالفات بوحدة المياه بتسيير دوريات يومية لقمع هذه الظاهرة ، التي تتمثل باستخدام مياه الشرب للسقي وتنظيف السيارات وغياب الفواشات لكثير من المشتركين  وغير ذلك ، ونأمل من المواطنين التعاون معنا للحفاظ على الوارد المائي ليصل للجميع ، حيث تبلغ كمية الوارد المائي اليومي نحو /11/ ألف م3 يومياً والضخ يومي لكل حي حسب جدول التقنين المعمول به ، وتقوم وحدة المياه بتشغيل محطات التحلية لدعم الوارد المائي للمدينة بشكل متوازٍ مع الضخ للأحياء .
إجراءات لزيادة الوارد المائي
الدكتور المهندس مطيع عبشي مدير عام مياه الشرب بحماة ، الذي حدثنا قائلاً : مدينة سلمية ، تروى من خط جر مياه حماة الأول ، عبر خط يمتد من الرستن حتى محطة ضخ القنطرة غرب المدينة بطول / 23كم / ، والكمية الملحوظة لهذا الخط /12/ ألف م3 حاليا، وتم استبدال شبكة المياه الرئيسية والفرعية بالمدينة ، وتعتبر من أحدث شبكات المياه بالمحافظة .
ويضيف عبشي قائلاً: تم لحظ إرواء مدينة سلمية من خط جر مياه حماة الثاني الذي تم تنفيذه حالياً ، وبلغت نسبة الإنجاز 85% ، والعمل مستمر به ، حيث سيتم من خلاله إرواء مدينة سلمية لـ /35 عاماً مقبلاً بكميات مياه تكفي عدد السكان المتزايد ، وخط إرواء سلمية الجديد ، الممتد من الرستن حتى القنطرة  منفذ ومستثمر وهو من الفونت المرن بطول 23كم / .
كما تم تنفيذ عدد من المشاريع الداعمة والبديلة بالمدينة ، منها :
ـ تنفيذ محطة تحلية بطاقة /6000 م3 يومياً ، وهي داعمة وتستخدم بحالات الطوارئ .
ـ تنفيذ محطات تحلية في تلدرة والكافات وسلمية عدد 3 وصبورة وجدوعة.
ـ تنفيذ خط تغذية كهربائية معفى من التقنين من الصناعة بحماة إلى محطة ضخ القنطرة بكلفة /106 / مليون ليرة سورية .
ـ يتم حالياً دراسة خط ضخ من محطة تحلية وحدة مياه سلمية إلى خزان جبل عين الزرقاء لزيادة الوارد المائي .
ـ إعادة تأهيل مشروع الشومرية وإزالة عدد من التعديات .
ومن خلال إرواء مدينة سلمية بوارد مائي إضافي من خط جر حماه الثاني، تم العمل على ما يلي : تم تشكيل فريق دارس لدراسة / توسيع محطة ضخ القنطرة ـ وخط جديد ممتد من القنطرة إلى خزان جبل عين الزرقاء بسلمية ـ والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية بما يناسب الوارد المائي / ولقد تم مسبقا تنفيذ خزان مياه بسلمية بسعة /25 / ألف م3 .
خطة لمحطات التحلية
وبالنسبة لريف المدينة ، يضيف الدكتور عبشي قائلاً: تم حالياً وضع خطة لتنفيذ محطات تحلية بالتجمعات الكبيرة / بالشيخ علي كاسون وهي قيد التقاعد حالياً ، وفي السعن وبري الشرقي وخط داعم في صبورة بالمستقبل القريب ، والعمل جارٍ لتحسين واقع مياه الشرب بمدينة سلمية وريفها .
آخر الكلام
ختاماً  .. إن مشكلة مياه الشرب ومعاناة المواطنين بمدينة سلمية وريفها ، ليست بجديدة ، وهي قديمة ومنذ أكثر من أربعين عاماً يعاني المواطنون بسلمية من شح الوارد المائي ، وكل الحلول الإسعافية من خلال حفر أكثر من /11/ بئراً ، والتي كلفت الملايين من الليرات ،  ولم يستثمر منها إلا ثلاثة آبار عليهم محطات تحلية تبرعت فيها المنظمات الدولية ، رغم الوعود الكثيرة منذ سنوات باستثمارها وبأنها ستحل مشكلة المياه ونقص الوارد ، كما أن مشكلة مياه الشرب بالريف ومعاناة المواطنين بعقارب وجدوعة وصبورة ، لم تجد نفعاً ولم تحل مشكلة نقص المياه ومعاناة المواطنين بمحطات التحلية المقامة ، وريف سلمية الآخر يعيش نفس المعاناة .
ولابد للجهات المعنية من إيجاد حل جذري، لإرواء مدينة سلمية وريفها بشكل متكامل وخط جر مستقر ، والعمل على إحياء مشروع جر الفرات بظل تعافي بلدنا الحبيب ، وهو مشروع استراتيجي ، تمت الموافقة عليه من قبل الحكومة لتنفيذه ، وتوقف بسبب الظروف والأحداث .  
حـسـان نـعـوس
             

المزيد...
آخر الأخبار