10-20 ألف ليرة لـ 8 جلسات الأنـديـة الصيفيــة وأقســاطها المــرتفعـة تحــرم مئـات الأطفـال منهـا! التعليم الخاص: أصحابها يحددون أسعارها

 

يجمع خبراء علم النفس والاجتماع بأن الطفل لديه طاقات كبيرة جداً، يجب استثمارها بما هو مفيد ونافع له، فالاهتمام بالجانب التعليمي والترفيهي له، يسهم بصورة كبيرة في بناء شخصيته وتدعيم إرادته وطاقته نحو النجاح، والعيش بإيجابية، ويقوم على تفريغ طاقات الطفل وضغوطه النفسية ويجدد الطاقات الإيجابية ويحد من الطاقة السلبية لديه ومن هنا تأتي أهمية النوادي الصيفية حيث نرى غالبية الأهالي يبدؤون منذ اليوم الأول في العطلة الصيفية بالبحث عن ناد صيفي لتسجيل أبنائهم بها، بدافع إبعادهم عن الأجهزة الإلكترونية وشاشات التلفاز التي سلبت عقولهم ليصطدموا بالواقع ويجدوا أنفسهم بين سندان رغبتهم لتسلية أطفالهم وتحقيق الفائدة لهم ومطرقة الرسوم الكاوية التي يعجز عن دفعها الكثيرون ما يحرم أطفالهم من الانتساب إليها وتحقيق الفائدة منها.

لسان حالهم واحد
الأهالي وفي حديث معهم وجدنا أن لسان حالهم واحد، فهم في عراك دائم مع أطفالهم لتسجيلهم في نوادٍ صيفية أسوة برفاقهم ولكن منهم من يظفر بموافقة الأهل ومنهم يخذل، وذلك بسبب عدم قدرة بعضهم على تسديد أقساطها بعد أن أصبحت هذه الأقساط خيالية.
تقول نهى السيد :إن فكرت فقط بتسجيل أولادي الثلاثة والذين تتراوح أعمارهم بين 10-15 عاماً في نشاط الحساب الذهني والذي يستحوذ اهتمام الجميع هذه الفترة فإنني أدفع راتب زوجي بالكامل قسطاً للتسجيل، حيث تبدأ الأقساط بـ 10-20 ألف ليرة لجلسات لا يزيد عددها عن 8 خلال شهرين، وبالطبع كل نادٍ يحدد الأسعار ويعلن عن المهارات التي سيكسبها الطالب وغيرها وكذلك الأمر بالنسبة لدورات الموسيقا والرسم واللغات فالأسعار لاتقارب، وأضافت قائلة: أشعر بالغبن وأتمنى أن أملأ أوقات فراغ أولادي بما ينفعهم ويسليهم ولكن كما يقول المثل: العين بصيرة واليد قصيرة وأنا على ثقة أن أسراً كثيرة لديها المعاناة نفسها.
أجور لا تتناسب مع النشاطات
في حين تحدثت غصون حسن عن جانب آخر وهو عدم تكافؤ الأجور التي تتقاضاها بعض النوادي مع النشاطات التي تقدمها، فهي مُبالغ بها وعدد الجلسات قليل قياساً لها وأضافت: صحيح أنه يوجد دورات ترفيهية وتعليمية في المركز الثقافي وفي المدارس التطبيقية وأسعارها رمزية ولكن لاتحقق الفائدة المرجوة منها للطالب، أي أقساطها مناسبة لما تقدمه وأحياناً لاتوجد جميع النشاطات التي يرغب الأهل بتسجيل أبنائهم بها في حين توجد في الأندية الخاصة كل ما يطلبه الأهل أو الأبناء، أي إنها أماكن فقط تضمن وجود الطالب في مكان آمن يمضي وقته بعيداً عن شاشات التلفاز أو عن اللعب في الشارع ولكن الرمد أفضل من العمى.
النوادي الصيفية تجربة غنية
وبالمقابل توجد شهادات عديدة من قبل العديد من الأهالي عن تجربة أبنائهم مع النوادي الصيفية والمهارات التي اكتسبوها وكيف استطاعت هذه النوادي أن تنمي مواهبهم، وتوسع مداركهم العقلية وتكسبهم الخبرات بغض النظر عن المبالغ التي يدفعونها فعلى حد قولهم لا أهمية لهذه المبالغ مقابل الفائدة التي يحققها أبناؤهم.
تقول سلاف وهبة: أتدبر أموري وأحسب حساب التسجيل في النوادي فالطفل في سني عمره الأولى لديه الطاقات الكبيرة التي يجب استثمارها فأنا لا أكتفي بتسجيلهم في نشاط واحد، وإنما أحاول قدر الإمكان التنسيق لتسجيلهم في نشاطات عديدة فهذه ابنتي التي حازت على بطولة في رقص الباليه وأيضاً تعلمت العزف على البيانو ووصلت إلى مراحل متقدمة في اللغة الإنكليزية، بالتأكيد أي شيء تتعلمه سيكون أفضل من بقائها أمام شاشة التلفاز أو نومها لساعات متأخرة.
القائمون عليها يبررون ارتفاع الأقساط
وفي الوقت الذي يكتوي به أولياء الأمور بلهيب الأقساط المرتفعة يرى القائمون على هذه الأندية أن أسعارها مبررة وهي تتفاوت حسب النشاطات المقدمة عدا عن أن هذه النوادي بحاجة إلى تغطية النفقات المترتبة عليها من المعدات اللازمة والكوادر وغيرها والرسوم والضرائب للمرخص منها.
ويلفت هؤلاء إلى أنه يجب على الأهل عدم إهمال أطفالهم ولاسيما في السنوات الأولى من عمرهم حيث يكون الطفل صفحة بيضاء ومن جانب آخر الملل، وأوقات الفراغ تقتل الذكاء لدى الطفل إضافة إلى أن الطالب في مراحل متقدمة تقتصر نشاطاته على التعليمية في ظل المناهج الحالية.
التعليم الخاص
وفي دائرة التعليم الخاص بحماة أكدوا لنا بأن جميع الأندية التي تقام في رياض الأطفال تكون تحت إشرافهم من حيث النشاطات التي تقام بها والأشخاص القائمين على تنفيذها بعد أن تحصل الروضة على موافقة من مديرية التربية على استمرار أعمالها ونشاطاتها في فصل الصيف، أما الأسعار فأصحاب النوادي هم من يحددونها والأمر يخضع للتنافس بينهم وبالتأكيد الأهل سيبحثون عن الأسعار والأقساط المناسبة لهم وهذا فقط للأنشطة الصيفية أما الأقساط خلال العام الدراسي فتكون تحت إشراف مديرية التربية .
علماً أنه توجد نوادٍ غير مرخصة تعمل وفق أهوائها وتحدد الأسعار وتتهرب من الرسوم المترتبة عليها والدائرة تقوم بمتابعتها وملاحقتها واتخاذ القرارات لإغلاقها.
ونحن نقول:
من المهم جداً أولاً متابعة هذه النوادي وتحديداً لناحية الأقساط التي تطلبها وأيضاً الارتقاء بمستوى تلك النشاطات التي تقام في المراكز الثقافية والمدارس التطبيقية كونها تشكل متنفساً للغالبية من الأسر من ذوي الدخل المحدود، والأهم من ذلك كله متابعة الأندية غير المرخصة ومتابعة القائمين فيها على تنفيذ النشاطات، والتي تعمل وفق أهوائها وتعلن عن نشاطاتها بلافتات عريضة وإعلانات براقة على أنها الأفضل من دون وجود من يحاسبها أو يراقبها علماً أن أهمية متابعة عمل هذه النوادي سواء المرخصة أم غير المرخصة ينبع من كونها تتعامل مع الشريحة الأهم في المجتمع والتي يجب أن تنال منا كل الاهتمام لنضمن أجيال المستقبل.
نسرين سليمان

 

المزيد...
آخر الأخبار