( أبكيتنا وبكى للشعرِ نيسانُ)

(رثائية في رحيل الشاعر عيسى عزيز اسماعيل)

أبكيتنا وبكى للشِّعر نيسانُ
وثارَ في القلبِ منْ فُقداكَ بركانُ
فبعدَ موتِكَ كُلُّ النَّاسِ ثاكلةٌ
وبعدَ شعركَ كُلُّ الشِّعرِ أحزانُ
عيسى بقيةُ اسماعيلَ مَنْ بِهِمُ
للحقِّ والصدقِ والإعمارِ مَيدانُ
حقَّاً إلى التُرْبِ تَمضي يا رفيقَ ضياً
كُنَّا نُحاشيكَ أنْ تَحويكَ أكفانُ
فأنتَ شاعرُ وجدانٍ وذو أملٍ
عَذْبٍ فكيفَ انقضى وانهدَّ وجدانُ
غادرتنا لنعيمٍ سادرٍ أبداً
يَهنا ويَبسمُ في لُقياكَ رضوانُ
في عينِ شرقيةِ عاينتَ لَهْفَتَها
فأنتَ في خَلَدِ الأشعارِ فنَّانُ
خَلَّدتّها بقصيدٍ مُتْرَفٍ لَبِقٍ
ولمْ يَطِبْ لها إلَّا منكَ أوزانُ
طلابُ علمكِ يا أستاذ ما فتئوا
يستذكرونك إذْ فقداكَ قد عانوا
تبكي عليكَ كراريسٌ وقفتَ لها
عمراً شريفاً له في الساح ميزانُ
الصالحاتُ التي أفنى الحياة بها
شفيعةٌ ولهُ من قَدرها شانُ
من بيت علمٍ وشعرٍ سامقٍ ألقٍ
فيهِ يرتّلُ إنجيلٌ وقرآنُ
يا أهْلَهُ لكُمُ كُلُّ العزاءِ ولي
إذ قال بالبعثِ بعد الموتِ ديانُ
وأنتَ يا عاشقَ الدُّنيا وشاعِرَها
لنْ تَنْطوي فيكَ أشعارٌ وأشجانُ
يا شاعرَ الضوء نَمْ واهنأ قريرَ هوىً
فأنتَ للحبِّ قبلَ الشِّعرِ عنوانُ

حيان محمد الحسن

المزيد...
آخر الأخبار