من ديوان (عبق) للشاعر حامد حسن يختار المفكر والناقد الأدبي محمد راتب الحلاق مقطوعة شعرية ويقدمها للذائقة قائلاً:
أن تطرب لنص شعري يعني أن هذا النص متقن فنياً بغض النظر عن موضوعه، وقد لخص الصديق الدكتور سعد الدين كليب الأمر بقوله ( الشعر للتذوق وليس،للاعتقاد)، فكم أثار إعجابنا نص قد لا تمثلنا المعاني التي يصورها:
غادرَتْ كوخي ومحراب الهوى
ومضتْ للعالم المنطلقِ
تركتْ لي ملء بيتي عبقاً
أنا لا أعبدُ غير العبقِ
وصدى في غرفتي في مسمعي
في دمي… .كالنّغم المتَّسقِ
وبقايا قطعٍ من سُـــكّرٍ
بعثرت فوق زوايا الطبقِ
وعلى كرسيّها منشفة
بُلِّلتْ بالدّمع أو بالعرقِ
غرقت بالطيب كفّي عندما
لمستْها… وفمي بالألقِ
وأرى مرودَ جفنيها على
جانب الشباك.. نصف المغلقِ
وعلى البلّور من أنفاسها
لهثات الشّمس فوق المشرقِ
وكتاباً ظلّ في موقدها
أغفلتْه النار… لم يحترقِ
لم أكدْ أبصره حتّى غدا
مِزقاً من حنقي أو حمقي
وعلى المكتب كوباً أبيضاً
وبه أضمومة من حبقِ
وعلى زاويةٍ عنوانها
وعلى الأخرى.. وداعاً ياشقي!
محمد راتب الحلاق