اشتهرت السينما الإيطالية في القرن الماضي بتقديمها ـ موجات ـ فمن موجة الواقعية الإيطالية الجديدة التي ظهرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي استمرت عقداً من الزمن، ظهرت موجة الأفلام التاريخية ومع انتهاء هذه الموجة في منتصف الستينات تحول مخرجو تلك الأفلام إلى أفلام الويسترن سباغيتي أي أفلام الكاوبوي الإيطالية..
ومن أشهر مخرجي تلك الفترة (سيرجيوليوني 1924ـ1983) الذي قدم لنا الممثل العالمي (كلينت إيستودا) الذي كان قد ظهر في فيلم أميركي عام 1959 من بطولة النجم (مسكوت برادي) وكان دوراً ثانوياً, ولم يستطع أن يحق أية بطولة بعدها فسافر إلى إيطاليا ليشارك في بطولة ( من أجل حفنة من الدولارات إلى جانب الممثل العملاق أيضاً (لي فان كليف) الذي كان قد أمضى أكثر من عشر سنوات في تمثيل الدور الثاني في السينما الأميركية , ونجح الفيلم نجاحاً ساحقاً فقدم كلينت ايستودو فيلماً أخر( من أجل مزيد من الدولارات) مع الممثل الإيطالي, (جان ماريا فولنتي) ومن وقتها بدأت أفلام الويسترن الإيطالية تنتشر.
وتحول نجوم السينما التاريخية إليها, حتى أن (ستيف ريفز) الذي مثل دور ( هرقل) عام 1958 قدم آخر أفلامه هناك قبل أن يعود إلى بلد أميركا عام 1968 وهو فيلم (رحلة طويلة من الجحيم)
وفي عام 1967 التقى كلينت ايستودو من جديد مع زميله لي فان كليف إضافة إلى النجم (إيللي والاش) الذي نعرفه بدور الشرير في فيلم العظماء السبعة) الذي قام ببطولته نجوم كبار على رأسهم (يول برانير) ستيف بالويت شارلز برونون وجميمس كوبرون، التقى الثلاثة في الفيلم الشهير الطيب والشرس والقبيح, وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً والفيلم أخرجه (سيرجيوليوني) الذي قدم لنا في العام التالي أعظم أفلامه ( حدث ذات مرة في الغرب) وقدم لنا (شارلز بلرنسون ) في دور جديد وهو الذي أمضى أكثر من خمسة عشر عاماً في السينما الأميركية, من دون أن يحقق نجاحاً يذكر, وجمع الفيلم النجم الأميركي الشهير (هنري فوندا) الذي مثّل دور الشرير الذي لايرحم, إضافة إلى نجمة السينما الإيطالية (كلوديا كاردينالي) والممثل المعروف (جاسون وباردز) واستطاع هذا الفيلم أيضاً أن يحقق أرقاماً قياسية في النجاح والجدير بالذكر أن الأفلام الثلاثة التي ذكرتها والتي أخرجها سرجيو ليوني, كانت الموسيقى تلعب دوراً رئيسياً في الفيلم، ويمكن أن نقول إنها البطل الثاني.
وهؤلاء نجوم أميركيون استعانت بهم السينما الإيطالية إضافة إلى عدد من النجوم كانوا قد طواهم النسيان فأعادوهم إلينا في بعض البطولات نذكر منهم ( فان هفلين) جول ماكريا ، جلبرت ولاند ، جوي ماديسون ، جورج هيلتون روبرت و غيرهم .
غير أن نجوم السينما الإيطالية كان لهم دوراً بارزاً في انتشار أفلام الكاوبوي ، وعلى رأسهم ( جوليا لوجيما) الذي قدم لنا فيلم الدولار الفضي الذي حقق نجاحاً كبيراً ليسيطر بعدها ولعدة سنوات على بطولة هذا النوع من الأفلام، ونذكر أيضاً النجم ( فرانكونيرو ) الذي قدم لنا (جانكو)، ثم وداعاً ياتكساس وكيوما ، ولا ننسى الممثل الألماني (كلوس كينسكي) والد الممثلة الجميلة ناستازيا كينسكي الذي اشتهر بدور (سارتانا) ولا ننسى بعض الممثلين الذين لمعوا أيضاً في مثل هذه الأفلام مثل جون جاركو، جورج إيستمن، جورج مارتن، روبرت هاندر.
وفي بداية السبعينات ظهر الثنائي الرائع « تيرنس هيل و بود سبنسر في أفلام السمونني ترينتي، ومازال اسمي ترينتي وغيرها.
ولكن مع منتصف السبعينات بدأت هذه الموجة تتضاءل تدريجياً ولم يبق في الميدان إلا (ترينتي وشقيقه بامينو ) اللذان قدما فيلماً في أوائل الثمانينات ، ولم يلاق النجاح المطلوب, وفي العام الماضي توفي بودسبنسر عن 89 عاماً.
أما نجوم السينما الأميركية الكبار (كلينت ايستودو) وشارلزل بونسون ولي فان كليف فقد عادوا إلى أميركا وهم أبطال درجة أولى وقدموا لنا أعمالاً رائعة, رحل فان كليف عام 1996 ولحقه شارلز برونسون عام 2005 وما زال كلينت ايستود يمارس عمله كمخرج وأحياناً كممثل وقد بلغ من العمر 89 عاماً.. ونحن كجمهور مازلنا نتمتع بمشاهدة تلك الأفلام على الرغم من مرور الزمن.
سليم الشامي