كان أبي صانع أحذية..
وفي كل مساء أنظر عودته من الدكان.. من السوق الطويل..
في كل مساء أنتظر حكاياته..
كنت أراه ساحراً..
مثلما يفعل أولئك الذين اسمع عنهم!..
في جعبته دائماً حكايات جديدة..
في جعبته أخبار مدهشة..
والنوم يداعب أجفاني.. لكنني أنتظر الحكاية!..
وأنا مع إخوتي أنجذب إلى هذا العالم المثير
عالم الحكاية والحديث القصصي!..
لذلك علق قلبي بها !!
أحببت القصّة!.
أحسست أنها قريبة مني.. منذ صغري!..
وكانت هناك حكاية أحببتها..
وما زلت أردّدها.. وأستعيد تفاصيلها..
( رجل فقير يشتري بما بقي من دراهم طبقاً من الفول.
مع رغيف طازج خرج من الفرن.. وإلى جانب بئر معطلة , مهجورة
جلس المسكين يتناول طعامه, ويتلذذ بالفول والخبز الشهي.
لكن اللقمة الأخيرة لم تكن من نصيبه!
كيف ذلك ؟!..
لقد سقطت اللقمة الأخيرة في البئر!!
ونلهث وراء الأحداث , ونحلق بعيداً بعيداً ( !!)
عوالم من الثراء الإنساني تستحق أن يُحتفى بها
عوالم مدهشة يحتفي بها هذا الفن الجميل!
عوالم يجذبك إلى أحضانه..
منبع من الخبرة والدهشة المتعة والحنان .. و الثراء..
أفتح عيني على اتساعهما..
في الحارة , في الطريق, في السوق, في المدرسة..
تتدافع الشخصيات بالمناكب..
يتدفق الحوار.. يتجسد العالم .. يتشكل أمامي من جديد..
أتنفس في المناخ الصحيح..
أشم رائحة المكان والاشياء..
أثري تجربتي الإنسانية..
أسعى في الزمان والمكان معاً..
أطوي في صدري خيبات الأيام الماضية..
أستحضر عالم الطفولة , عالم البراءة والعذوبة
و.. أكتب قصصاً وحكايات للأطفال..
هذا أنا .. في الماضي والحاضر والآتي..
هذا أنا .. أرهف السمع .. أصغي إلى وجيب القلب..
أسدّد النظر في زوايا التاريخ والأيام الماضية.
هذا انا .. لا خلاص لي إلا بالكتابة.
هذا أنا .. لا ملجأ لي إلا إلى البوح..
هذه كلماتي بين أيديكم..
هذي حكاياتي تعيش معكم..
أنا أستلهم التاريخ..
أنا أستلهم التراث
أنا استلهم الينابيع..
أنا استلهم الواقع أيضاً..
نقاط مضيئة أسفحها على الورق..
أستحضر عالم الطفولة..
أنطلق في رحاب البراءة والطهر والأمان والسلام..
أكتب.. أكتب .. أكتب..
لكن الواقع الذي نحياه أبلغ من الخيال..
الواقع الذي نعيشه أعمق .. وأغنى.. وأكثر إثارة..
حكاياتي لكم من الحياة.. من هذا الواقع..
حكاياتي لكم تطير إليكم على أجنحة الخيال والواقع والمعيش.. تعالوا يا أحبائي…! تعالوا إلى عالم الحكايات مع شخوص القصص وأحداثها.. تعالوا ننتقل من مكان إلى مكان.. من دون حواجز أو حدود.. تعالوا نعش مع سحر الكلمات وإبداع الحروف وسمو الأفكار.. بالكلمة الطيبة نحيا.. وبالحروف المضيئة ننطلق .. إلى الأمام.. إلى الأمام!!.
نزار نجار