لاتزال قنوات الري القديمة المحاذية لمجرى نهر الساروت شاهد عيان على قيام سكان القرى المنتشرة على ضفتي النهر المذكور منذ مئات السنين إن لم يكن أكثر بالاستثمار الأمثل فقد أشيدت على ضفتي السلسلة الجبلية المحاذية لمجرى النهر بطريقة مدروسة تؤمن سقاية الأراضي على طول مجراه وارتفعت هذه القنوات لتتخذ من رؤوس السلاسل الجبلية والهضاب مساراً لها في استثمار لم نستطع رغم التقدم والتقنيات أن نصل إلى جزء يسير منها.
هذه القنوات التي أشيدت بطريقة بدائية لكنها فعالة وهي صامدة إلى يومنا هذا إلا ماقام الإنسان بتخريبه للإفادة من حجارته المنحوتة أو ردمت عوامل الطبيعة جزءاً منها.
وللمتتبع يستطيع أن يقوم بجولة على ضفتي الساروت ليشاهد هذه القنوات بدءاً من سهل سيغاتا انتهاء بنقطة التقاء الساروت بنهر العاصي.
وللعلم فإن هذه القنوات فيما لو تم إحياؤها وإعادة ترميمها يمكن أن توفر جهوداً ومبالغ طائلة على المزارعين الذين يضطرون لضخ المياه بوساطة محركات تكلفهم مبالغ طائلة يمكن توفيرها ناهيك عن زيادة رقعة المساحات المروية من كروم وأراضي منبسطة تشكل مساحة كبيرة يمكن أن تعادل نصف أراضي سهل الغاب.
هذه الشكوى أو الأمنيات نضعها في عهدة الجهات المعنية لدراستها واحتساب جدواها الاقتصادية سيما إذا أعدنا إلى الأذهان إنشاء السدة المائية في كفر عقيد وماتوفره من مصدر يرفد هذه القنوات بمياه الري لحين الانتهاء من جني المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير والحبوب ناهيك عن الخضراوات المبكرة فهل وصلت الشكوى؟
الرقابة