تفتحت الموهبة الادبية لدى الكاتب حبيب الإبراهيم في قريته الصغيرة خان جلميدون قرب المحروسة التابعة لمصياف من مواليد 1963
كان لديه شغف في القراءة وخصوصاً دروس القراءة والأناشيد … وكان أول شيء اشتراه عند ذهابه للمدينة هي الجريدة … نشر في البعث وكان ينتظر صدور الجريدة وكأنه بانتظار مولود جديد.. يحدثنا عن قدرة الكاتب في ايصال الفكرة عبر العديد من الطرق: الشعر او النثر، ويقول عن قصيدة النثر أن ما يميزها التكثيف والإدهاش و الابتعاد عن المحسنات البديعية .. ويجدها أكثر قدرة على إيصال الفكرة للمتلقي .. الشعر شعر سواء أكان عمودياً أو كُتب على وزن التفعيلة أو قصيدة النثر ..المهم ما يقددمه الشاعر من أحاسيس مرهفة عبر كلماته وصوره التي يختارها عبر قصائده :
على قمر ٍ
يمكث في قريتنا
سرباً
من بخورٍ وطين
أرسم ُ وجهك ِ
ظلاً يلفُ دندنة المرايا
ويورق عشباً
من حنين
– الشاعر ابن بيئته لا بد أن يكون الأكثر تأثراً بما يجري حوله من أحداث وصور .. لا يمكن للشاعر أن يكون حيادياً أو رمادياً في مواقفه.. عليه ان يكون في المقدمة يمتشق قلمه ليكتب بالكلمة والصورة والقصيدة ما يعبر عن رأي ومشاعر وهموم الناس تناول في قصائده معظم جوانب الحياة الوطنية والاجتماعية والإنسانية .
شكلت المرأة أهم مرتكزات قصائد الإبراهيم خلال مسيرته الشعرية والتي تجاوزت ثلاثة عقود…… ..
لم ينقطع الحبل السري مع أمه التي شكلت على مدى حياتها نبعاً من النبل والطهر فما زال يسستمد منها القيم والأصالة ، وفي ذكرى رحيل الوالدة كتب:
رهـيجـة
(إلى أمي في الذكرى الرابعة لرحيلها)
أماه كم أحن للدار
للرحى … للمصاطب والحكايات
… لضوء الكاز وعنبر الحنطة
… للسنونو المهاجر تاركاً عشه !
كم أحن للحوا كير التي عانقت كفيك
في مواسم الحصاد
للبيدر البعيد وأنت تجمعين القمح..
لأسراب الحمام وهي تجوب الأفق
للسواقي والمزاريب العتيقة
للبئر وخوابي الماء..!!
ويشير إلى أن الشاعر صاحب رسالة.. صاحب قضية…وطنية ….اجتماعية …..إنسانية يتوجب عليه الدفاع عنها عبر قصائده من خلال المنابر الثقافية ووسائل الإعلام المختلفة ..وإلا سيكون خارج سياق التاريخ والزمن.
ويرى حبيب الإبراهيم أن الكلمة الهادفة يجب أن تقف في وجه الكلمة المدمرة التي تدعو إلى القتل والخراب والدمار ..على الأديب أن ينشر ثقافة المحبة والإخاء والتسامح ونبذ الفكر الظلامي التكفيري المتعصب..إنها ثقافة التنوير ثقافة وطنية جامعة لكل أبناء الوطن الذين دافعوا عنه وحموا ترابه بالبندقية والكلمة والفن والموسيقا و …
ويقول الإبراهيم عن القصيدة الومضة أنها أنها تحاكي في شكلها وتركيبها شعر الهايكو الياباني ..هي فلاشة سريعة لحالة قد تكون ذاتية أو جمالية أو ..هي لوحة مكثفة جداً … ويقول من خلال تجربتي لم أكتب هذا النوع من الشعر .
تجربته بين الصحافة والأدب هي تجربة غنية، كتب عشرات المواضيع الاجتماعية والخدمية و…في عام 1987 بدأ النشر في صحيفة الفداء، استهوته الصحافة وتنوعت كتاباته بين الثقافة والخدمات والقضايا الاجتماعية …كتب زاوية ((مسافر على الورق)) وزاوية أسبوعية بعنوان ( حكاية من التراث )، نشر عشرات الدراسات الأدبية في الصحيفة كماً نشر في صحيفة الثورة والملحق الثقافي والأسبوع الأدبي ومجلة المعرفة وبناة الأجيال وجيش الشعب وجريدة المسيرة الشبيبية.
من أعماله غير المطبوعة :
مجموعة شعرية بعنوان ( قامات الضياء )
مجموعة شعرية بعنوان ( الحواكير العتيقة)
يحمل الكاتب حبيب الإبراهيم إجازة في التاريخ ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة دمشق.
جنين الديوب