.. قرية المبعوجة بريف مدينة سلمية ، الصامدة بأهلها وشهدائها ، والخارجة من معاناة إجرام الارهاب التكفيري ، استطاعت بفضل أبنائها الوطنين الشرفاء ، وبفضل المركز الثقافي العربي فيها ورئيسته المتألقة بعملها ، وبتضافر جهود من حولها ، أن يعيدوا النشاط والحيوية والحياة لبلدتهم الوادعة والمحبة ، والأمل بأن القادم أجمل وأفضل ، من خلال مشاركتهم الكبيرة والفعالة بالمهرجان الثقافي الأول بثقافي المبعوجة ، فشكل تظاهرة اجتماعية وحضارية وثقافية ، فريدة من نوعها ، بجو من المحبة والألفة ، ليصلك الإحساس بأن كل القرية بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها مشاركون بالمهرجان ، وهذا ما شكل نجاحاً كبيراً للمهرجان الثقافي ببرنامجه المتنوع ، وبمشاركة عدد من الأدباء والفنانين المتميزين من المحافظة وبعض المحافظات السورية الأخرى .
.. المهرجان الثقافي الأول ، أقيم على مدار أربعة أيام بحضور جماهيري ورسمي كبير ، قدمت من خلاله أنشطة فنية متنوعة غنائية واستعراضية وشعرية وموسيقية ومعرض للفن التشكيلي ، ألهبت حماس الجماهير ، واستطاعت أن تدخل الفرح والسعادة إلى النفوس .
الفداء واكبت فعاليات وأيام المهرجان ، وكان لها لقاء مع رجاء ابراهيم رئيسة المركز الثقافي بالمبعوحة التي حدثتنا قائلة : انطلاقا من ضرورة الوصول إلى أوسع شرائح المجتمع ، ونشر الثقافة المجتمعية وتعزيزها ، والعمل على رفع الشأن الثقافي في بلدنا الغالي سوري ، قمنا بالإعداد لهذه المبادرة الثقافية الجديدة الأولى من نوعها بثقافي المبعوجة، وفكرة المهرجان موجودة منذ بداية عملي بالمركز ، لكن الظروف والأزمة حالت من دون ذلك فأقمناه بمناسبة غالية ذكرى أداء القسم للسيد الرئيس بشار الأسد ، وحقق المهرجان نجاحا بكل تفاصيله ، كبادرة جديدة من حيث الحضور الجماهيري الكثيف والتفاعل ، ومن حيث التنوع في الفعاليات الثقافية والمشاركين ، فقطفت من كل بستان وردة من محافظات سورية ، من دمشق ودرعا وطرطوس ودير الزور والحسكة واللاذقية وحماة ، وإن شاء الله نكون وفقنا بتأدية رسالتنا الثقافية بأمانة وإخلاص ، ونكون بنائين حقيقيين بوطننا الغالي للإنسان والوطن .
هذا ولقد تضمن برنامج المهرجان :
ـ في اليوم الأول ، قدم عرض فلم وثائقي / بانوراما عن قرية المبعوجة / ، ثم قدم مجموعة من أطفال القرية لوحة فنية غنائية وطنية بعنوان / بكتب اسمك يابلادي / ، ثم فقرة موسيقية على العود للموهبة الطفلة ، جنى زين ـ وألقى كل من الشعراء ـ ذيب النوح من محافظة درعا ـ والشاعرة ثناء القادري من النبك ـ والشاعر مصطفى صمودي من حماه ـ والشاعرة فاطمة غيبور من قرية عقارب الصافي ، مجموعة من قصائدهم الشعرية .
وقدم الفنان عبد الوهاب الفراتي يرافقه الفنان مهيار السالم ، من دير الزور ، وصلة غنائية من الأغاني الفراتية والعراقية ، ومحاضرة للأطفال ، قدمها مدير الثقافة سامي طه ، حول تعزيز ثقافة الصمود عند الأطفال .
وتم افتتاح معرض الفن التشكيلي للفنان محمد حمود ، الذي ضم أعمالاً ورسومات فنية ومجسمات وأعمال نحت ، جسدت مواضيع وطنية وإنسانية وجمالية والبيئة والتراث والفلكلور الشعبي والطفولة ، واختتم اليوم الأول بتكريم المشاركين والضيوف الرسميين.
ـ في اليوم الثاني ، أقيم حفل فني أحياه الفنان رزق رستم وفرقته الفنية ، والفنان عبد الوهاب الفراتي .
ـ وفي اليوم الثالث ، قدمت فرقة القنديل الغنائية والموسيقية ، بقيادة الشاعر نضال الماغوط حفلاً فنياً بعنوان / أنا عندي حنين / .
ـ في اليوم الرابع ، كان ختام المهرجان ، تضمن أمسية شعرية للشاعرة زين خضور من اللاذقية ، وحفلاً فنياً غنائياً للفنان أمجد محفوض .
ختاماً:
تميز المهرجان الأول بفعالياته المتنوعة الأدبية والموسيقية ، ومن محافظات القطر ، وشكل الحضور الجماهيري الكثيف بشكل يومي، تظاهرة اجتماعية وثقافية مميزة ، وهذا ماساهم بنجاح أيام المهرجان .
حـسان نـعـوس