السلام مصافحة تعبير عن العواطف و حذر مبرر

تنتشر عادات في مجتمعنا بالتواتر ، أي نستمر بها دون التفكير بجوانبها ، و بتطور سلبياتها وإيجابياتها بالوقت نفسه ، منها المبالغة بمصافحة الترحيب ، يعني ممكن أن شخصين يتقابلان باليوم أكثر من مرة ، و في كل مرة هنالك أحضان و قبلات، أمام استفسار النطاق الاجتماعي عن صوابية القبل أو عدمه ، و هل لا بد من تلك المصافحات؟ ألا يكون السلام مناسبا و صادقا دونها؟ فهنالك من يؤكد على أهميتها، و غيرهم يرفضون ، فكانت مادتنا التالية .
عادة
تقول عفاف الكردي ، كلية التربية و علم النفس: باتت المصافحة بين الجميع عادة و عرف ، و ضمن مجتمعاتنا أحيانا يكون العرف أقوى من القانون ،أما بين الناس فكانت رسالة واضحة التعبير عن الحب و الفرح للقاء الطرف الآخر ، مع الإشارة إلى وجوب تقنينها .
وضوح
فراس الضمان ، مدير مالي ، يقول : لا بد من جلاء أي أمر حتى نتبين صوابه أو لا ، و لا أريد التقيد بالغرب ، لكن في تلك المجتمعات المصافحة في السلام غير محببة، وممنوعة بين رجل وآخر ، و غير محبذة بين النساء أثناء اللقاءات اليومية ، أما الأطفال فغير مرغوب نهائيا بتقبيلهم قدر الممكن ، و للعلم ممكن أن تكون وسيلة لإخفاء المشاعر الأساسية وخاصة السلبية منها ، أي ستار لما تخفي القلوب .
حالات
أحمد مخللاتي ، خريج كلية فنون جميلة ، يقول : تصادفنا حالات ( أحيانا ) تشعر أنه لا بد لك من العناق و المصافحة ، فإن أتاك مسافر غالٍ عليك ، و بعد غياب طويل ، وإن كنت في حفلة عرس مثلا لصديق مقرب منك، و كذلك حالات النجاح للمقربين ، و لا ننسى العزاء – أبعده الله – الذي يفرض عليك الطرف الآخر السلام ، و بالطبع هي عادات من صلب مجتمعنا ، و بات التعامل فيها على الحالة الراهنة هو أساس العلاقات الاجتماعية .
وجهة نظر
عبد السلام باشا ، صيدلي ، يقول بعد ابتسامة تجاه موضوعنا : إن لم يكن كلامنا يقصد الصواب من عدمه، فما بالك عندما يصافحك شخص و رائحة واخذة تفوح منه؟ و لا يقوم بأي إجراء للحد منها , أما المشكلة الأساسية عندما يندفع إليك أحدهم و هو مصاب بالرشح أو الكريب ؟ كل هذه الأسئلة و غيرها تطرح نفسها ، وهنا لا بد من وجود بديل عنها، و لا بد للمريض بأن يبين حالته و يعتذر عن العناق .
عقلانية
بدر العمار ، عمل حر ، يقول : كل مجتمع يتميز بما فيه ، لكن ليس عيبا أن تتم قوننة بعض العلاقات أو كثير من التصرفات ، بالتالي لا نريد التقليد الأعمى لغير مجتمعنا، و بالنسبة للمصافحة لا ضرر من استمرارها، لكن لتكون في دائرة ضيقة ، أو في مجال الأسرة ، مع الأخذ بعين الاعتبار حالات المرض ، و يجب الحرص تجاه الأطفال جداً ، لأنهم الأضعف مناعياً، ولا ننسى أن تفعيلها لحالة السعادة ، (ممكن) أن يكون لها تأثير برفع الحالة المعنوية للأشخاص .
المحرر
ربما المصافحة هي تعبير عن العاطفة، و ربما ما كان لديهم نقص في عاطفتهم لديهم إقبال عليها أكثر من غيرهم، و ستبقى تشكل فرحة مؤقتة للغير .
شريف اليازجي

 

المزيد...
آخر الأخبار