حين يمرُّ عام على وفاة شاعر ذلك يعني أن الزمن نقص جمالاً والسنة فقدتْ يوماً جميلاً والغابات راحتْ في الفيافي تبحث عن سنديانتها الأميرة
حين يموتُ شاعرٌ أوصيكمْ لا أحد ينعيه
قصائدهُ كفيلةٌ بذلك وأبجديتهِ كفنهُ الأخضر
كأكفانِ الملائكةِ
حين يموت شاعرٌ يموتُ جمالٌ في أقصى أرواحنا
تحياتي لوجهكَ المشرق في الأرواح كإشراق نجمةِ صبحٍ وشغبِ نعناعةٍ في الغروبِ
الرحمة لروحك أيها المبدع أيها الشاعر عز الدين سليمان !
لوانَّ الدمعَ يشفعُ للعبادِ
لسالَ مسيلَ نهرٍ في الوهادِ
فلاعيني تعبرُ عن أساها
بفقدك ياحبيبُ ولافؤادي
فلا انطفأتْ بموتكَ شمس حبٍّ
أذبتَ لها شموعاً من أياد
أبا سامي سيبكي الشعرُ مثلي
وتبكيكَ القوافي في مدادي
وأوزان الخليلِ اختلَّ فيها
جمال الوزنِ من طولِ البعادِ
إشاراتُ التعجبِ لاتراعي
أماكنَ وقعها بلسانِ ضادِ
وتلكَ مسائلُ الإعرابِ ضاقت
بدفترها وتبحرُ في السهادِ
ابا سامي و إنّا باحتراقٍ
ننادي بعدَ فقدكَ من ننادي
ننادي والنداءُ له أنينٌ
ويجرحنا بأشواكِ القتادِ
ستبقى شعلةً في كلِّ فكرٍ
أضيءَ بنورِ شعركَ في اتقادِ
أبا سامي فعذراً ياصديقي
يراعي هائم في كلِّ وادِ
يريدُ بيانَ مافي النفسِ شعراً
ولا يحظى بأذيالِ المرادِ
كأنكَ حينَ غبتَ سحبتَ منه
عصارةَ فكرهِ ضمن المدادِ
رأى الدنيا سواداً في سوادٍ
أيكتبُ بالسوادِ على السوادِ
أيبقى عاجزاً عن قول حرف
بهِ ذكراكَ تشعلُ بي رمادي
غريباً لاأزالُ فلا تسلهُ
متى ضاقتْ بشاعرها النوادي
خلودك ياعظيمُ بكلِّ معنىً
وإنَّ اللهَ يوعزُ للعبادِ
وفي يمناكَ قرآنٌ كريمٌ
وفي يسراكَ صكُّ الاعتمادِ
فما للخلدِ إلا منْ تحلى
بشيءٍ من صفاتكَ باعتقادي
علي الزينة