تعتبر الترجمة بين اللغات صلة الوصل بين حضارات الشعوب وثقافاتها، حيث عبرها نستطيع ان نطلع على اداب وعلوم وتراث وتاريخ الاخرين والعكس صحيح.
من هنا تعتمد الجامعات على اقسام وكليات الترجمة كأحد اهم الاقسام، لما لها من اهمية في حياة الطلاب المستقبلية وعلى البلد ككل.
الاستاذ الدكتور الياس خلف، عميد كلية الترجمة واللغات في الجامعة العربية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، حدثنا عن تجربته في مجال الترجمة واهميتها، عبر حوار خاص دار بيننا ..تابعوه:
بداية د.الياس هل تقدم لنا لمحة موجزة عن كلية الترجمة واللغات في الجامعة العربية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا ؟
– كلية الترجمة واللغات واحدة من كليات جامعتنا التي نعتز بها، فهي بفضل رئيسها الاستاذ الدكتور محمد يحيى معلا، تسعى للوصول الى اقصى ماتصبو اليه من تقدم ونجاح، وذلك بهدف تسريع عجلة التطوير والتنمية في سورية.
كلية الترجمة واللغات تضم قسم اللغة الانكليزية وادابها، حيث نقوم بتدريس مبادئ اللغة ومهاراتها من قراءة وكتابة وتحدث واستماع، وللادب حصته الكبيرة ، اذ ندرس الادب بعصوره المختلفة، وتدريس الادب يقتضي تدريس النقد والنظريات النقدية الحديثة والمعاصرة.
وتحظى الترجمة باهتمام كبير، فهي الجسر الذي يربط الامم ببعضها، ولولا الترجمة لما غدا الكثير من الكتب والمقالات في متناول الجميع.
ماهي ابرز انشطتكم الاكاديمية عدا التدريسة؟
برعاية كريمة من رئاسة الجامعة، تقيم الكلية ندوة سنوية تعنى بتطوير مهارات اكتساب اللغة الانكليزية، ويشارك فيها اساتذة مختصون من اساتذتنا في الكلية والجامعات الحكومية، ونتيح الفرصة لطلبتنا، فيشاركون في نقاشات وحوارات من شأنها تقوية مهاراتهم اللغوية.
كيف كنتم تقدمون المحاضرات في ظل جائحة كورونا؟
في ظل جائحة كورونا اتخذت الجامعة جملة من الاجراءات الوقائية التي تتناسب مع توصيات وزارة الصحة للحفاظ على صحة الطلبة والمدرسين.
وبناء على ذلك فاننا نراعي مسألة التباعد المكاني والتعقيم والاجراءات الصحية بكاملها التي تقوم بها ادارة الجامعة. وفي اثناء الحجر الصحي كنا نقدم محاضرات الكترونية حسب برنامج”power point”وكنا نرسل المواد للطلبة عبر ملفات ال” pdf”والتواصل مع الطلبة على صفحة الجامعة وتطبيق الواتس اب والمسنجر.
هل تطلعنا على اهمية مشاريع التخرج وكيفية مناقشتها، خاصة وان الطلبة يعرضون على الشابكة الاكترونية وقائع مناقشة مشاريعهم ؟
مشروع التخرج مهم للغاية، ذلك لأنه يشكل ثمرة جهد للطالب في السنة الرابعة، فهو عمل بحثي يعالج قضية لغوية او ادبية، وهو اشبه برسالة ماجستير مصغرة، اذ يختار الطالب موضوعا ويشبعه بحثا باشراف استاذ مختص، وحين ينجز الطلاب مشاريعهم، نحدد يومين لمناقشة المشاربع، ونشكل لجنة ثلاثية من المشرف واستاذين مختصين اخرين. وهنا تتبدى مقدرة الطالب اللغوية والعلمية، اذ يدافع عن القضايا التي تناولها في لحثه، وبعد مداولة سرية، تقرر لجنة المناقشة والحكم العلامة التي يستحقها الطالب.
وللمشروع اهمية اضافية، فهو فرصة لتنمية مهارات الطالب في استخدام الحاسوب وبرامجه المختلفة ( لور لوينت وطباعة وتنسيق وغيرها من مهارات ال حاسوب المتعددة) علاوة على تشجيعهم على زيارة مواقع الشابكة الاكترونية بغية الوصول الى المعلومات المتوخاة. اذن ، فالمشروع ينطوي على تنمية المهارات اللغوية والحاسوبية المتنوعة.
وكيف هي العلاقة بيت الطالب والمدرس هل هي عبارة عن مرسل ومتلق فقط ؟
للطالب اهمية خاصة لدينا، فنحن ندأب لتقديم المعلومات اليه علة نحو سلس وشائق، وننأى بأنفسنا عن انماط التعليم التقليدية، حيث يتبوأ المدرس الصدارة في الصف.
الدرس لدينا جلسة تفاعل، جلسة تشاركية، فالطالب يفكر ، وتلقى افكاره كل الترحيب وبهذا يشعر انه مكون اساس في الفعل التدريسي، اذ ولى زمان صورة الاستاذ بوصفه الامر الناهي الذي يفرض اراءه على الطلاب ولا يستمع الى ارائهم، ولا غرابة في ان تبدو الجلسات التدريسية اقرب الى ورشات العمل، حيث يسود الارتياح ويزول الخجل والخوف وتتنامى ثقة الطلاب بانفسهم ، ويدخلون الى اجواء المناقشة بقوة، ان جاز لنا التعبير.
وماهو مستقبل خريجيكم ؟
– لقد خصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مقاعد الدراسات العليا لخريجي كليتنا، وهذا انجاز ذو شأن كبير، لانه ينطوي على اقرار بكفاءة خريجينا وجدارتهم الاكاديمية. ولدينا طلبة يتابعون الماجستير في الجامعات الحكومية، وهناك اخرون يتابعون دبلوم التأهيل التربوي.
وتجدر الاشارة الى ان طلبتنا يحققون النجاح تلو الاخر في دراساتهم العليا، وهذا مصدر سرور لنا، لانهم ثمار جهودنا، فهم ابناؤنا ونفخر بما يصبحون في المستقبل، اذ عليهم بناء صروح بلدنا الحبيب.
الجدير بالذكر …. الاستاذ الدكتور الياس خلف، هو خريج جامعة حلب، وتم ايفاده من قبل جامعة البعث الى بريطانيا ليتابع دراساته ا
لعليا، شغل عدة مناصب اكاديمية وادارية في جامعة البعث ، ونال منحة( فول برايت full pright ) العالمية بصفته باحثا اكاديميا في نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية.
الفداء – نصار الجرف