فجأة وبدون مقدمات يصفع الطفل وجه أمه أو أبيه أو طفل آخر، فجأة يجذب الطفل شعرك، فجأة ينهال الطفل عليك عضا وقرصا! فجأة تنهال عليك الأيدي الصغيرة بضربات مؤلمة للغاية! هذه مرحلة يمر بها جميع الأطفال ويشكوا منها الأمهات والآباء.
أسباب مرحلة العض والصفع
وحول هذا الموضوع التقينا اختصاصية التربية وعلم النفس غزل حيث قالت:
هناك سببان أساسيان لهذه المرحلة، الأول هو الاهتمام والثاني هو التعبير.
الطفل أقل من ثلاث سنوات كائن أناني من الدرجة الأولى، هو محور الكون والكل مسخر لخدمته وللترفيه عنه، وللاستجابة إلى طلباته. في هذا السن لا يفهم الطفل أن فلاناً مرهقاً أو مشغولاً أو يعمل أو يرتاح أو حزيناً أو غيرها من المشاعر البشرية الطبيعية. قد ينظر الطفل إلى أمه فيراها حزينة، سوف يدرك حزنها ولكنه لن يعرف كيف يتركها لحالها أو كيف يلعب بعيداً عنها؟ أو كيف يراعي مشاعرها؟ لأنه بكل بساطة سوف يصر على حقه في الاهتمام واللعب والترفيه، سوف يصفعها حتى تنظر له!
أما بالنسبة لقدرة الطفل على التعبير في هذه المرحلة، فهي قدرة محدودة للغاية. معظم الأطفال لا يتحدثون في عمر عام ونصف ومن يتحدث قليلا في عمر عامين لا يمكنه استخدام كلماته للتعبير عن نفسه.
كيف يقول طفل لأمه «أنظري لي والعبي معي»؟ يضربها!
كيف يقول طفل لأبيه «من فضلك اترك هاتفك وتكلم معي»؟ يصفعه
كيف يقول طفل لجده «أنا سعيد جداً بزيارتك وهيا بنا نلعب»؟ يعضه
كيف يقول طفل لطفل آخر «هذه لعبتي، لا تأخذها»؟ يصفعه ويعضه
وهكذا يعبر الطفل في مرحلة ما قبل الكلام عن نفسه.
ماذا تفعل حتى تمر هذه المرحلة بسلام؟
تتابع الاختصاصية غزل قولها
أولاً: تفهم دوافع طفلك وتجنب إثارته! لا تتجاهله ولا تنشغل بغيره وإذا اضطررت للنظر إلى هاتفك، استأذنه واشرح له أسبابك.
ثانياً: ساعد طفلك بالكلمات. قل له إنك تتفهم غضبه واسأله «أنت غاضب لأني تركتك؟» أو «هل تشعر بالملل؟» أو «هل تريد أن نلعب سويا؟
ثالثاً: الحق البلاء قبل وقوعه، إلحق اليد قبل أن تصفعك أو تضربك وامسكها بحسم وقل للطفل إن الضرب ممنوع ثم قبل يده.
رابعاً: لا تترك الأطفال يلعبون وحدهم بدون إشراف، إذا كان طفلك يتحدث سوف يضربه من لا يتحدث وإذا كان طفلك لا يتحدث سوف يضرب الجميع.
خامساً: لا تضربه؟ كيف تعلمه ألا يضرب وأنت مثله الأعلى في الضرب؟
سادساً: ملابسات الموقف، الطفل الجائع أو المرهق أو النعسان أو المتألم أكثر عرضة لنوبات الضرب والصفع والعض.
سابعاً: امنع السكريات والحلويات وكل ما هو مليء بالمواد الحافظة، هذه المنتجات ومكوناتها تؤثر على كيمياء المخ بصورة مباشرة وتفقد الطفل القدرة على التحكم بنفسه.
ثامناً: راجع ما يتلقاه الطفل من خلال الشاشات من حوله، الإعلانات والمسلسلات والبرامج الإخبارية غير مناسبة للأطفال.
تاسعاً: تذكر أن الطفل أقل من سنتين لا يجب أن يتعرض للشاشات مطلقا والحد الأقصى للطفل بعد عامين هو نصف ساعة متفرقة.
عاشراً: تأكد أن طفلك ليس ضحية عنف قبل أن تتهمه بالعنف.
أخيراً: أطفالنا أمانة بأيدينا، وتربيتهم مسؤوليتنا، فلنعمل بشكل جيد وبمهارة في تربيتهم، لأنهم أملنا في المستقبل.
جينا يحيى