لخشبة المسرح بريق خاص يغري كل عاشق بأن يمارس عشقه ,وهكذا يسعى الجميع إلى نشر أحلامهم وانكساراتهم وخيباتهم ورؤاهم بعالم مفروش بزهور وورود يحملها غدهم ,كي يطل عليهم ليبدد الكآبة والحزن وينشر الفرح الموعود .
نص سكوني
قدمت فرقة مديرية الثقافة في حماة عرضها المسرحي (شرابيك) في اليوم الثالث من مهرجان حماة المسرحي .
والنص للكاتب نور الدين الهاشمي ,وقام الفنان محمد تلاوي بإعداد النص المسرحي فحذف ما يريد وربما أضاف ما يريد , ونص الهاشمي الذي يعالج رقصة الممثل الأخيرة هو نص سكوني لا يحمل عمقاً إنسانياً أو قضايا ذات خصوصية تهم عامة الناس ,فخطابه الجوهري موجه للممثل الذي يصرخ بكل ما يحمله من قهر: لا تطفئوا أنوار المسرح , إياكم وأن تتسلل العتمة لخشبة المسرح ,فالعتمة تحمل الموت ,هو خطاب إنشائي ,لا يبرر أو يعلل لم العتمة تحاصر خشبة المسرح .
العرض المسرحي …والفرجة
حاول مخرج العمل أن يقدم فرجة مسرحية تحمل المتعة والفائدة ,وأعتذر بأن النوايا الطيبة لا تصنع عرضاً بسوية عالية ,ورغم هذا اجتهد الجميع بزج كل إمكانياتهم ليحمل المتعة , ولكن حماسهم أكبر من إمكانياتهم , ولقد كان العرض لطيفاً رغم كل الملاحظات التي سقتها , تحية لكل الفنانين وهم محمد سباغ ومحمد شيخ الزور ومحمد نجم ومنار حجازي وهادي دقاق ونوران العثمان وميس خوجة وعبد الرحمن الطويل وغيث مرقا وأحمد العلي وحسام طوماني .
لعبة …المسرح داخل المسرح
قدم المخرج محمد التلاوي هذا النوع المسرحي ,ليؤكد لنا بأن ما يقدمه هو فرجة مسرحية ,ولكن العرض سيطرت عليه الفوضى في الحركة والتشكيل (وإن كان قليلاً) هذه الفوضى جعلت من كل ممثل يغني على ليلاه وخصوصاً بالحركة المبالغة والبعيدة عن الشكل المسرح , وتبقى هذه التجربة للفنان محمد تلاوي لبنة في مشواره الفني وأتمنى أن يعيد حلوله الإخراجية ,وأن تتسع الحدقة بالأعمال القادمة.
تقنيات العرض المسرحي
الإضاءة شكلت حضوراً خجولاً في العرض المسرحي ولم تساهم بتقديم حلول بصرية , وغياب شبه تام للموسيقى التي لو حضرت لأضفت بعداً جمالياً للعمل .
محمد أحمد خوجة