في عام 2008 كتبت هذه القصيدة وألقيتها في مهرجان دولي للشعر في مدينة الرقة وكان المدعوون من سورية والوطن العربي.. وشعراء سوريين وعرباً مقيمين في أوروبا.
أذكر من بين المشاركين عبد الكريم كاصد وجميلة الماجري رئيسة اتحاد كتاب تونس آنذاك وحاتم الفطناسي رئيس اتحاد كتاب القيروان والدكتور محمود الضبع الذي أصبح فيما بعد نائباً لرئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب والشاعر مريد البرغوثي من فلسطين وعدد كبير من الشعراء الآخرين المحترمين، وكان يبدو على عدد لا بأس به الانحياز والتعصب لشكل معين من أشكال الكتابة الشعرية أقصد العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر وكان مدير ثقافة الرقة آنذاك الصديق حمود الموسى ورئيس المركز الثقافي في تل أبيض الصديق توفيق الإمام.
أنا لا أقولُ و«ألفُ نارٍ في دمي»
هل غادر الشعراء من مُتَردَّمِ
عندي كلامٌ لم يزل يحتلُّني
ويُضيفُ أسئلةَ الجنونِ إلى دمي
عندي جراحٌ ما أزال أحبُّها
لأُضيفَ عُرْسَ الأغنياتِ لمأتمي
أنا لستُ أَحْتَقِرُ النجومَ لِبُعْدِها
عنّي وأَكْرَهُ قُرْبَ كُلِّ مُنَجِّمِ
الاستعاراتُ القديمةُ أَخْفَقَتْ
في حلِّ بعض توحُّشي وتأزُّمي
وَهَوَتْ بِيَ اللغةُ العجوزُ لشُرفةٍ
أُخرى وأسلمني الصراخُ إلى فمي
هذا سؤالٌ أَستعينُ بِكُمْ على
ما فيهِ من صوفيّةٍ وتكلُّمِ
أنا لا أُريدُ القتلَ ضَرْبَ هوايةٍ
لكنْ أُريدُ الآنَ كَشْفَ المجرمِ
هذا الفراغُ إلى الفراغِ يقودني
ويَصوغُ قَيْدَ الهَلْوَسَاتِ لمِعْصَمِي
لا وقتَ للمَعْنَى فما هذا الذي
يَجري بقاموس الهُراءِ المُظْلِمِ
هِيَ حكمتي أُفضي بها لجميعِ مَنْ
ستُثيرُهُمْ عفويَّتي وتهكُّمي
شُقُّوا ثيابَ الأمسِ إني تائِبٌ
عمَّا بِهِ مِنْ زائفٍ ومُنَمْنَمِ
شُقُّوا العَصا عن طاعةٍ لم تُعْطِنا
وقتاً به قَلَقُ القصيدةِ يَحْتَمي
أنا ضدُّ تدميرِ الجمالِ حماقةً
بِيَدٍ تُحدِّدُ جنتي وجهنمي
لغةٌ بلا لغةٍ وأَكْسَدةٌ بها
صَدِئَ الكلامُ وصار مَحْضَ توهُّمِ
سبحان هذا الشِّعْرَ إبداعاً بِلا
فوضى وطيشٍ عابرٍ وتَشَرْذُمِ
أنا لا أُريدُ على البلاغةِ قَيِّمَاً
فالشِّعرُ لا يَعنيهِ شَكْلُ القَيِّمِ
إنَّا نُريدُ قصيدةً لم نَكْتَشِفْ
بحراً لها ووليدةً لم تُفْطَمِ
الشعرُ خارطةُ الجمال وكيفما
صَحَّتْ لَكَ الأمداءُ فيه فَحَوِّمِ
جاوِزْ إذا كان التجاوُزُ مُبْدِعاً
هل غادرَ الشعراءُ من مُتَرَدَّمِ!
توفيق أحمد