تحرص الأمهات على تشجيع أطفالهن على تجاوز فكرة الخجل الاجتماعي، ويرغبن في جعلهم أشخاصاً اجتماعيين، ولكن بعض الأطفال يتسمون بالخجل وعدم الرغبة في الحديث مع الأشخاص المحيطين بهم.
تقول اختصاصية الإرشاد النفسي للأطفال رانيا حول هذا الموضوع إن هناك مجموعة من الخطوات على كل أم اتباعها حتى تجعل ابنها يتمتع بشخصية اجتماعية:
إنشاء مجموعات لعب للطفل
يُعدّ دمج الطفل مع أقرانه من أفضل الطرق لزيادة مهاراته الاجتماعية، لذلك يُنصح بإعطاء الطفل فرصة للعب مع الأطفال الآخرين القريبين من عمره، من خلال إنشاء مجموعات لعب للطفل مع أقرانه في المنزل، ومراقبة مدى تفاعله معهم.
تعليم الطفل حل المشكلات
يلعب الأبوان دوراً فعّالاً في مساعدة الطفل في تعلّم حل مشكلاته ومواجهة الأطفال الآخرين، لذلك يجب مساعدته على بناء ثقته بنفسه عند تعرضه لأي موقف اجتماعي، من خلال الجلوس على الأرض ولعب دور الطفل معه، واختلاق سناريوهات من واقع الحياة مثل التشاجر معه على لعبة، وفتح النقاش معه وسؤاله عمّا يجب فعله في مثل هذا الموقف، وما هو السلوك الاجتماعي المناسب لحل مثل هذه المشكلة.
القدوة الحسنة
يُعدّ المنزل المكان الأول لتعليم الطفل المهارات الاجتماعية، لذلك يجب أن يحرص الأبوان على أن يكونا قدوة إيجابية للطفل، من خلال إظهار مدى ثقتهم بأنفسهم، ومساعدة الآخرين، وإظهار الود للغرباء، ومعاملة أطفالهم باحترام، والثناء عليهم، وتبادل الأفكار معهم لمساعدتهم في حل مشكلاتهم مع أقرانهم.
تعزيز نمو شخصية الطفل
يتم تعزيز شخصية الطفل من خلال معرفة اهتماماته، وتشجيعه على التسجيل في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، والأنشطة الرياضية، وأنشطة ما بعد المدرسة.
وتتابع الاختصاصية رانيا حديثها بأن هناك طرقاً أخرى لجعل الطفل اجتماعياً كإظهار مشاعر المودّة والحب للطفل، والافتخار به وتقدير مهارات الطفل الاجتماعية، كالإطراء عليه عندما يكون هادئاً ومؤدّباً، حيث يلعب التقدير دوراً مهمّاً في تعليم الطفل الاهتمام والاحترام.
والسماح للطفل بتفريغ طاقته وإطلاق العنان لنفسه، من خلال تشغيل الموسيقا والسماح له بالقفز على الأريكة أو غير ذلك من الأنشطة التي تساهم في تفريغ الطاقات كما يجب تشجيع الطفل على التحدّث حول مشاعره والابتعاد عن الكتمان.
وأخيراً نقول :
الأم والأب هما أقرب الأشخاص لأولادهم وهما الأدرى بكل تفصيل يخصهم لذلك يجب ألا يَغفل كلاهما عن هذا الكائن الحساس ومساعدته على الاندماج بمحيطه وتكوين شخصيته فالتنشئة الاجتماعية هي العامل الكفيل بجعله ناجحاً أو فاشلاً فالتنشئة الاجتماعية تُكسب الإنسان إنسانيته.
ر. ق