دوامة الماضي

أستلُّ من غمدِ القصيدةِ شطْرا
ليكونَ سكينًا بصدرِ الذكرى
كمْ خانني الماضي وكنتُ أفي لَهُ
وَلَكَمْ عَفَوتُ ولم يُقدّمْ عُذْرا
الأمسُ يطعنُ في الظهورِ وكم أرى
أنّي شُجاعٌ حينَ أُقتلُ غَدْرا
في غابةِ التاريخِ تُذنِبُ فِكرتي
تَغتابُ .. تفتِنُ … ثمّ تشربُ خَمْرا
أصحو كأنّي ما ثملتُ معَ الرّدى
وبجانبي الأيامُ تَرقُدُ سكْرى
جرحٌ بخاصِرَةِ الشعورِ كأنّهُ

آهٍ تجلّتْ للمواجِع شِعْرا
لم تؤمنِ السنواتُ بي إذْ جِئتُها
بِفَمِ المَجازِ .. ولستُ أطلبُ أجْرا
وركبتُ في فُلْكِ الذنوبِ مُغاضِبًا
حتّى ابتُلِعتُ وصرتُ ألهجُ ذِكْرا
إنْ مُتُّ تُحييني سُطورُ قصيدةٍ
وتُعيدُني للموتِ فيها أُخرى
مَرّتْ على العُمرِ الصّروفُ ولم تَجِدْ
غيرَ الأماني فارتَضَتْهمْ أسْرى
عَجَبًا .. يُقطِّعُني الزّمانُ بِسَيفِهِ
وعليَّ فرضٌ أنْ أُقَدِّمَ شُكْرا
أنس الحجّار

المزيد...
آخر الأخبار