هل اختلف العيد بين الأمس واليوم؟ وهل مازالت فرحته بنفس السوية؟ وكيف يقضي شبابنا أيام العيد؟ أسئلة كثيرة … وللجواب على تلك الأسئلة ولمزيد من الضوء على فترة العيد وكيف يقضونها شبابنا في هذه الأيام كانت لنا بعض اللقاءات:
علي محمد الصغير – أول ثانوي: اتفقت أنا وأصدقائي بالذهاب إلى مدينة حمص لقضاء يوم كامل مابين حضور فيلم سينمائي كون حماة لايوجد فيها دور للسينما وإضافة للتنزه وتناول طعام الغداء ومن ثم العودة مع التقاط بعض الصور التذكارية.
رشيد الأحمد ـ صاحب مهنة حرة: عملي يحتم عليّ أن أكون مشغولاً طيلة أيام العيد وتحديداً عيد الاضحى لأنني أعمل جزاراً بمعنى آخر إن العيد بالنسبة لي هو عيد الفطر فقط ففي هذا العيد أتفق مع رفاق مهنتي بالسهر في أحد الكفتريات لنشرب الأركيلة وتناول بعض المقبلات إضافة إلى زيارة الأهل والأرحام وبغية كسب رضا الله ووالدتي.
ثائر العلي ـ متزوج: طبعاً كنت في السابق أخرج أنا ورفاقي إلى أماكن اللهو والسهر أما في هذا العيد فقد اختلف الوضع لأنني أصبحت ذلك الشاب الذي لديه عائلة وزوجة ولديه التزامات بالخروج مع العائلة لزيارة المقربين له ولزوجته وبالتالي أصبحت محكوماً بأداء الواجبات العائلية فأصبح اللقاء بالرفاق قليلاً إضافة إلى السهر وتناول العشاء مع العائلة في أحد المطاعم.
*رأي مختص
ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع كان للفداء اللقاء مع بتول الرمضان مرشدة في مدرسة عبد العزيز عدي حيث قالت: في العيد تختلف طقوسه باختلاف إن كان عيد فطر أو عيد أضحى، فسابقاً كان أفراد الأسرة يوم وقفة العيد يسهرون حتى الصباح وتنظف أزقة الحارة لتبدو أكثر جمالاً ابتهاجاً بقدوم أيام العيد، حيث تبدأ طقوس العيد بزيارة المقابر ثم الاجتماع في بيت الجد أو بيت كبير العائلة وهنا الشباب من العادات والتقاليد التي اعتادوها أن يكونوا مع الأب في الطقوس فمن خلال هذه الطقوس تبقى الألفة بين شباب العائلة وتتوثق العلاقات بينهم أما في هذه الأيام فنجد اندثار بعض هذه الطقوس واكتفاء الأهل والأقارب بالتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة الظروف وعدم قدرة العائلات على الاجتماع مع بعضها البعض، أما بالنسبة للشباب وأين سيقضون أيام العيد برأيي الشخصي لم يعد الشباب لديهم هذه المقدرة سواء بالتحضير للعيد أو التنسيق للخروج بنزهة مع الأصدقاء إلا في حالات قليلة، نتيجة غياب أغلب الشباب إما يخدم في الجيش أو مهاجراً إلى خارج البلد وبالتالي أصبح كل صديق في مكان مختلف وأصبحت اللقاءات عبر مجموعات على الفيس أو الواتس باستثناء طلاب الجامعة وأبناء الحي حيث تقوم في هذه الأيام اما في المقاهي التي تقدم الأراكيل والتي تتناسب مع إمكانياتهم المادية أو في مطاعم بسيطة.
طبعاً لابد من ذكر نقطة أن الشاب إذا كان لديه عائلة وزوجة فإن لديه التزامات غير الشاب غير المتزوج.
أخيراً… نلاحظ أن العيد أصبح كسائر الأيام بالنسبة للشباب مع فرصة لإعادة اللقاءات العائلية فانتشار المقاهي التي باتت تفتح أبوابها على مدار الساعة وسعي الأهل بتلبية متطلباتهم في أي وقت لم يعد يجعل لملابس العيد بهجة أو حتى ارتياد ناد أو مقهى أو مطعم وحتى في بعض الأحيان عدم مناسبة دخل الشاب أو العائلة مع متطلبات المقاهي أصبح الانصراف للجوء إلى الحدائق والشوارع لقضاء أيام العيد هروباً من الضغوط المادية التي قد تلحق الشاب، حتى أننا قد نجد بعض الشباب يلجؤون للعمل في مثل هذه المقاهي والمطاعم في أيام العيد لتوفير متطلباتهم الشخصية واليوم العالمي للشباب في هذه السنة أتى في فترة العيد وكأنه يبعث رسالة أن شبابنا هم العيد الذي علينا أن نعمل من أجله لتعويض بهجة العيد وتكتمل فرحته بعودة شبابنا وعودة الأمن لبلدنا.
عمر الطباع