هل التشويق والإثارة وراء متابعة أخبار الجرائم؟

الجريمة تلك الظاهرة السلبية التي تمس كيان المجتمع وتهدد أمن واستقرار أفراده، فعندما تحدث جريمة ما في أي مكان من العالم تجد دائماً من يهتم بتسليط الضوء عليها لسبب وبأكثر من أسلوب وطريقة، فما الذي يجذب الناس وما هي الأسباب والدوافع التي تجعل من القارئ شغوفاً بهذه النوعية من أخبار الجرائم؟
بلورة الوعي
مجد عبد الله موظف قال: متابعة أخبار الجرائم في المجتمع وفي الصحف والمجلات روتين بالنسبة لي على الرغم من أني لم أفكر مطلقاً في سبب ذلك، قد يرجع السبب إلى أنني من هواة القراءة بصورة عامة عدا عن أن أخبار وقصص الجرائم تعكس جانباً كبيراً لما يدور حولنا، وتساهم في بلورة الوعي نحو كثير من المسائل التي يصعب التعرف عليها إلا من خلال تلك الأخبار.
أستبعد تماماً أن يكون لتلك الأخبار سلبيات أو أضراراً بل على العكس هي ضرورية نظراً لإيجابياتها التي تتمثل في تحذير الناس من أمر قد يكون مصدر خطر بالنسبة لهم.
ضوابط
هناء عيسى قالت: أحاول دائماً ألا يقع نظري على صفات الجرائم حتى لاتشدني العناوين والصور وأجد نفسي مضطرة لقراءتها لأن الجريمة لا تحرك في الإنسان فقط مشاعر الفضول والإثارة ولكن قد تمثل مصدراً للإحساس بالضيق والخوف وفقدان الإحساس بالأمان أو الثقة بالآخرين وهذا لا يعني أني ضد نشر أخبار الجرائم في الصحف والمجلات نظراً لأهميتها في خلق الوعي والحذر لدى الناس لكن لابد أن تكون هناك ضوابط معينة لأسلوب تناول الخبر بحيث يخدم القارئ دون الضغط على أعصابه.
بدافع الفضول
حسين محمد قال: أنا أحرص على متابعة أخبار الجرائم بدافع الفضول نحو معرفة أساليب المجرمين، وأعتقد أن هذا أمراً عادياً فالإنسان في كل مكان لديه قدر من الفضول تجاه ماهو غريب ومثير وخطر، قد يتفاوت ذلك القدر من إنسان إلى آخر لكنه لا يتلاشى نهائياً، وهذا هو ما يدفع القارئ العادي إلى متابعة تغطية أخبار جريمة ما، وأعتقد أن متابعة تلك الأخبار في حد ذاتها لايمكن أن تمثل مصدر خوف أو قلق.
أكثر إثارة
ندى الشعار موظفة قالت: أحب قراءة أخبار الجرائم لأني أجد متعة في الخبر خاصة الجرائم، أحياناً أشعر بالخوف حينما أتخيل نفسي في موقف الضحية لكن هذا الأمر لا يتكرر كثيراً لأنه يرتبط بأسلوب عرض وتناول الجريمة.
وأكثر مايجذبني القصص التي تروي عن الجريمة أكثر من الخبر لأن في القصة تتم صياغتها بشكل فيه إثارة أكثر.
مع أخذ الحذر
خالد مصطفى مدرس قال: إنني شديد الحرص على متابعة قراءة أخبار الحوادث والجرائم وأرى أنها ضرورية لنشر الوعي بين الناس ولفت انتباههم إلى مكامن ومواطن المخاطر في حياتهم.
رأي علم النفس
من ملخص تلك الآراء نستطيع القول إن إقبال الناس على هذا النوع من الأخبار لايرتبط بالفضول والبحث عن التشويق والإثارة فقط بل يرتبط أيضاً بالايجابيات والسلبيات من وجهة نظر الناس ولكن من وجهة نظر علم النفس والتربية لماذا يهتم الناس بأخبار الجرائم.
الدكتور سليمان اسماعيل اختصاصي علم النفس والتربية قال: نجد أنه يمكن إجمال ثلاثة دوافع:
ـ أولاً: فطرة الإنسان الباحث عن الإثارة بشكل عام حيث ترى كثيراً من الناس يستمتعون بمشاهدة أفلام الرعب مثلاً أو ممارسة رياضات خطرة جداً بحثاً عن الإثارة فقط.
ـ أما الدافع الثاني فيتمثل في أن الإنسان من خلال متابعة أخبار الجرائم يجد فيها صدى لمخاوفه فهو حينما يقرأ قصص الجرائم يريد أن يعرف ماذا حدث للآخرين؟.
ـ أما الدافع الثالث فهو الفضول وحب المعرفة، حيث تتيح تلك المعرفة في حد ذاتها الفرصة للقارئ بأن يشعر بتميزه عن الآخرين وانه مهتم إلى معرفة شيء ما خاصة إذا كان موقع الجريمة قريباً منه في نفس الحي أو البلدة.
أما عن إيجابيات نشر أخبار الجرائم تتمثل في جعل القارئ أكثر وعياً وحذراً في حياته.
ونشير هنا إلى أهمية عدم نشر خبر الجريمة إلا مقترناً بخبر العقوبة الرادعة.
توفيق زعزوع

المزيد...
آخر الأخبار