سار يتجول في الشوارع, يدخل الحارات القديمة يمشي في الأزقة الضيقة.. يدفع أمامه عربة ممتلئة بثمار خضراء تلمع كالزمرد تحت أشعة الشمس ينادي أخضر يازيتون.
استوقفته.. حنين, طفلة في السابعة من عمرها.. ذكية.. مجتهدة.. دفعها فضولها لتعرف ماهذه الثمار الخضراء, التي ينادي عليها..
اقتربت منه:
ـ ماذا تبيع ( عمو)..؟
ـ أبيع الزيتون الأخضر ياحلوتي..
ـ الزيتون الذي نأكله مع الشاي..؟
ـ نعم.. إنه لذيد ومغذ ياصغيرتي
ابتسمت الصغيرة وسارت في طريقها إلى منزلها وظل السؤال يدور في ذاكرتها ماهو الزيتون..! وكيف يزرع.؟ وكيف صارت حباته خضراء تؤكل..؟
وعند المساء, وضعت والدتها مائدة العشاء, وكان صحن مغطى بالليمون يتصدر المائدة, دهشت الطفلة وكأنها رأت شيئاً مفرحاً.. شاهدته للمرة الأولى.
نادت أمها مشيرة إلى صحن الزيتون الأخضر:
ـ ماما .. رأيت هذا عند انصرافي من المدرسة على عربة بائع جوال أجابها والدها:
ـ إنه الزيتون مغذ ولذيذ الطعم ونستفيد من زيته.
ـ وكيف يكون مغذياً؟
في كل حبة زيتون يُختزن الزيت وأشار إلى صحن الزيت الذي أمامه نقياً صافياً أخضر اللون.
ـ وكيف يزرع الزيتون..!
يزرع في السهول الخصبة, يأخذ المزارع غراس الزيتون الصغيرة ثم يغرسها في الأرض يسقيها ويعتني بها.. وبعد أربع سنوات تكبر هذه الغراس, وتصبح أشجاراً نضرة تحمل الكثير من الثمار الناضجة، كما ترينها الآن ياحنين.
هذه هي رحلة حبة الزيتون لتصل إلى بيوتنا. شجرة الزيتون تعطينا بسخاء وعلى مدى الزمن الزيتون والزيت, وهما ضروريان لجسم الإنسان.
رامية الملوحي