من الميزات الهامة في مصياف وجود أبواب أثرية لاتزال تحافظ على وضعها الأصلي، منذ منتصف القرن السابع الهجري.
بقيت المدينة منيعة لا يمكن الدخول إليها إلا من أربعة أبواب ( الشرقي والقبلي والشمالي والغربي ) حيث كانت هذه الأبواب تفتح مع خيوط الشمس الأولى ليخرج الناس إلى حقولهم وأعمالهم وتغلق عند المغيب ، وخلال الأزمات كانت عصية على المهاجمين ، ولم يذكر التاريخ أن أحداً حاصرها واستطاع الدخول إليها إلا برغبة من يحكمها ، وكأن الأبواب مصممة لتفتح من الداخل فقط أما من الخارج فلا سبيل لذلك .
بين الفترة والأخرى كان يعاد ترميم السور الذي كان يتعرض للتخريب في بعض أجزائه إما بفعل العوامل الطبيعية أو بسبب الحروب التي كانت تدور حوله .
أما اليوم فلم يبق من السور سوى أجزاء قليلة وزال الباب الشمالي والباب الغربي تماماً، ولم يبق سوى مدخل الباب القبلي وبعض آثار الباب الشرقي اللذين أصرّا على أن ينقلا لنا حكايا الأجداد .
الباب القبلي لمدينة مصياف
كان الباب القبلي بشكل ملتوي ليصعب اقتحامه ونلاحظ وجود نقوش تؤرخ لفترة معينة لهذا الباب
هذا النقش موجود من يمين الباب ومكتوب عليه :
{ أمر بعمارة صور مدينة مصياف وعمر هذا المكان المبارك المولى الصاحب تاج الدنيا والدين أبو الفتوح بن محمد أعز الله أنصاره }.
وهذا النقش موجود من يسار الباب ومكتوب عليه :
{ في ولاية أقل عبيد الدعوة الهادية عبدالله أبو الفضل بن عبدالله رحمه الله في شهر ذي القعدة سنة ستة وأربعين وستمائة
يلاحظ أن هذا النقش هو متابعة للمعلومات التي وردت في النقش الأول
الباب الشرقي:
ونلاحظ اليوم أن اتجاه الباب الشرقي اليوم مختلف عما كان عليه في الواقع.
فلقد كان باتجاه الشرق تماماً ولكن في أيام الفرنسيين أرادوا شق طريق لمدينة مصياف وتعريض مدخل المدينة الشرقي ، فاضطروا لنقب السور ولكي لا تزول معالم الباب قاموا بإعادة تركيب حجارته على جانب الطريق وهذا ما بقي منه .
وهم على الأقل كانوا أفضل حالاً من الذين أزالوا الباب الشمالي للمدينة بالكامل وأضاعوا معالمه عندما احتاجوا لتوسيع المدخل أيام جمال عبد الناصر أثناء الوحدة مع مصر .
ويلاحظ وجود نقشين على الباب الشرقي أيضاً .
تشير الدراسات الأثرية والتاريخية والآثار المتبقية في مدينة مصياف أن هذه المدينة كان لها سور حجري يحيط بها إحاطة السوار للمعصم .
والاهتمام بالسور لم ينته عند تلك الفترة بل استمر، وهذا التاريخ المكتوب على الباب ( 646 ) هجرية يشير إلى إعادة إعمار السور وبمراجعة الأحداث في تلك الفترة يتبين أنها فترة الإجتياح المغولي بقيادة هولاكو للبلاد الإسلامية.