يزداد الاعتقاد أن (الانترنت) بات يستهوي بعضهم إن لم نقل أكثرهم إلى درجة الإدمان!!
تماماً مثلما كان الأمر بالنسبة إلى المذياع، ثم إلى التلفاز، ثم إلى الفيديو… ثم .. إلى.. وصولاً إلى الانترنت والفيسبوك و.. و..
وقد جاء في أخبار صحيفة بريطانية أن قاضياً أمريكياً حرم امرأة من حضانة طفلها لأنها كانت مدمنة (انترنت) ومنح زوجها حق حضانة الطفل (!!).
ومما يذكره الباحثون في هذا الصدد: حكاية طفل له من العمر (12) عاماً، كان يعيش مع والدته بعد أن تخلى عنه أبوه (!!) وقد وصل وزن الطفل إلى أكثر من ثمانين كيلوغراماً (!!) بسبب قضائه (سبعين) ساعة في الأسبوع برفقة (الكومبيوتر) ومنها (أربعون) ساعة أمام الانترنت (!!!).
وقد أدى هذا التواصل المستمر إلى أنه كان يخاطب الآخرين في دول شتى من أنحاء العالم، وهذا ماكبد أمه مبالغ طائلة ذهبت إلى شركة الهاتف (!!!).
ويطلق أحد الصحفيين على شركة (سيجا) اسم (مفترسة الأطفال) لأنها تمارس احتكاراً غير قانوني على حساب المشتركين بالانترنت (!!).
بل تجهز لهم برامج مثيرة لملء الفراغ.. والتواصل مع اللهو والمتعة والمجون التقني (!!) إنه معرض للهذيان!! معرض للاستجابة إلى شهوات الشاذين (!).
لكن أبحاث علماء النفس تؤكد أن (الانترنت) يستخدم في معظم الحالات كي يحل محل ما يعود على مستخدمه بالسعادة (!) مثل العلاقات الاجتماعية الأسرية السوية، ومثل اشباع الهوايات والاهتمامات الإبداعية.
لكنّ أبحاث علماء النفس الجدد تؤكد أن (الانترنت) يستخدم ـ في معظم الحالات ـ كي يحل محل ما يعود على المرء بالسعادة!! مثل العلاقات الاجتماعية السوية، وإشباع الهوايات والاهتمامات الإبداعية.
والفرد أي فرد منا يرغب بالمعرفة والاطلاع… لذا لابد من تزويده بالمعلومات التي تسهم في تنمية قدراته على التفكير والمعرفة، وحين يكون بين يدي كل واحد جهاز حديث متطور يسخره لتطوير معارفه وتنميتها ليستحق أن يدخل هذا العالم الجديد بجدارة واقتدار ورقيّ علمي، وذهن ناهض متفتح (!).
لكننا ـ هنا ـ لا نحمل العلم الحديث المعاصر والمتطور اللوم والعتب بقدر ما نحمل الشركات المنتجة، والمبرمجين والمشرفين على إعداد هذه القنوات والأفلام والبرامج والمواقع والنوافذ المشرعة التي تتدفق يوماً بعد يوم وتسلب ناشئتنا وأطفالنا ما يدفعهم إلى الشذوذ والتردي والانحراف إلى ما لايحمد عقباه (!!!).
لذا لابدّ لنا أن نختار البرامج المثمرة، والعروض السامية الراقية لابد من أن نعمل على تحصين ناشئتنا بالقيم الأخلاقية العالية، وننمي شخصياتهم تنمية علمية موضوعية، تصل بهم إلى الغاية المرجوة والهدف المنشود، لابد ان نبعدهم عن سلبيات الانترنت ومخاطره الظاهرة والخفية، لنجعل منه أداة خير ومعرفة، ونعزز به السلوك الحسن، والتثقيف القويم (!).
وقد رأيت مايبهج النفس ويسر الخاطر، رأيت واطلعت على بعض المجلات الثقافية العربية وهي تتوجه إلى ناشئتنا العرب، فاتحة لهم باباً لعالم الكومبيوتر (لغة المستقبل) وعالم الانترنت (العالم الجديد المتجدد)، إنهم يخاطبون عقول الناشئين والمبتدئين، بل ينهضون معهم إلى استقبال الانفجار المعرفي، ويشاركون بقوة في مواكبة العصر واستشراف الآتي.
و.. المسؤولية ـ في النهاية ـ تقع على عاتق الآباء والأمهات، وعلى عاتق المربين والناصحين لأن هؤلاء الناشئة أمانة ثمينة بين أيدينا، وهم أمام سيل المعارف المتدفقة لابدّ لنا ان نختار لهم الأفضل لابد أن نحكم ضمائرنا، ونستفتي قلوبنا، ونضع نصب أعيننا أنهم مسؤوليتنا، وهم معنا دائماً، في مواكبة مسيرة الحياة بإرادة وعزم وصدق ومحبة وتفاؤل.
نزار نجار