كبار السن … كيف يفكرون تجاه الموت؟

تشكل كلمة الموت رهبة وغرابة وشيئاً مجهولاً لدى الجميع من نواحٍ عدة أولها الإحساس بالوجع أثناء الموت كيف يكون؟ ..
ومن ناحية أخرى كيف يكون الإنسان في تلك اللحظة وماذا يرى مالايراه الإنسان العادي؟
و تشكل فكرة مابعد الموت تناقضاً بين الناس فمنهم من يقتنع بالتقمص وولادة جديدة بمكان آخر أو أن يخلق بهيئة أخرى ومنهم من يقول إن الروح تصعد ويبقى الجسد مدفوناً …
وعن أجوبة بعض كبار السن حول فكرة الموت وهل من تخوف لديهم تقول الجدة فاطمة: هي لحظة نفكر فيها جميعاً وأنا قد كبرت والموت حق ولم أعد أخاف من الموت لكن خوفي من رب العالمين فأنا الآن أدعو الله أن أموت بصحتي وعافيتي وألا أكون عالةً على أحد .. وأن يغفر الله ذنوبي.
وتقول أم ابراهيم: لقد كبرت وانحنى ظهري وباتت حركتي صعبة جداً وأنا سعادتي في أولادي ورؤيتهم بخير، أما عن الموت كنت في السابق أخافه ربما لتعلقي بالحياة وإدراكي أن لدي الكثير لأقوم به، أما الآن وبعد أن عجزت ويساندني أبنائي في حياتي فلم أعد أخشى الموت بل أخاف الوجع ، فالموت عندما يكبر الإنسان هو نعمة له ولغيره وهو حق …
ويقول أبو محمد: الخوف هو من رب العالمين فقط، وعندما يشيخ الإنسان يطلب الموت بهدوء ويتمنى أن يذكره الآخرون بالخير وأن يغفر الله ذنوبه، فإن عاش الإنسان وقتا طويلا كبيراً و عاجزاً سيشكل ذلك عذاباً له، فالكثير ممن كبروا بالعمر يطلبون الموت ولايجدونه.
فالموت رحمة من الله تعالى. وكثيراً ماسمعنا أو رأينا شخصاً قبل الوفاة يشعر باقتراب أجله ويطالب أولاده بالحضور فوراً وهذا ماحصل مع أبو محمد طالب بحضور الجميع ليراهم وعندما أتوا والتفوا حوله ودعهم وبدأ يتحدث للهواء ويقول انتظروا قليلاً وكأنه يرى وحده دون الغير ملاك الموت، وتحدثت امرأة في المشفى بأنها واجهت الموت قبلاً ونجت وقد رأت في تلك اللحظة كما لو أنها تهوي من الأعالي لترى باباً معلقاً في الهواء وبياضاً لاحدود له ثم تعود للحياة أما قصة ابراهيم الذي طالما كان بصغره يضع الكرسي الصغير بحضنه ويقوده كما لو كان سيارة وحين يسأله أهله كان يقول هذه طيارتي كنت أقودها فاختل توازنها وجاء بطني على المقود و مت…وكان يذكر لهم شكل بيته هناك واسم زوجته واسم أولاده الثلاثة ويقال عن طفلة إنها طلبت من أهلها الذهاب لقرية فيها عائلتها وهي تعرفهم جيداً وقد خبأت في حائط فيه جرة فخار فيها مصاغها ويقال إنهم فعلوا ووجدوا تلك الجرة حكايا كثيرة سمعناها ونسمع بها ولايعلم صحتها سوى خالق الخلق رب العرش العظيم.
جنين الديوب

 

المزيد...
آخر الأخبار