ولّما رأيتُ الناسَ أضنوا مناجلاً
وكدّوا بوجه الأرض لا الأرضُ تَشرَقُ
إذا عرقوا وهنًا وإن أهرقوا دمًا
ولا القمح مهمومٌ ولا الريح تقلقُ
تركتُ طواحين الهواء خَليّةً
تُهادنُ نهرًا لم يعد منه زورقُ
وعلّقت في الشبّاك قلبي وما به
سوى نزف جرح غائرٍ يتعتّقُ
وغلّقتُ بابا دونه ألف طارقٍ
فلي دون أيدي العابرين خورنقُ
بحسبيَ لي في هذه الأرض شرفةٌ
أُعاشر فيها الياسمينَ فأعبقُ
تُطلّ على الوادي فمن زند تلّةٍ
يلوذ بها النارنج والطلُّ يبرقُ
تداولتِ الأشجان عيني وغيمها
فليس غريبًا أن دمعي زنبقُ
مروة حلاوة