تعد الشاعرة بولا هوبيكنز من أبرز الشاعرات الأستراليات المعاصرات، إنها تكتب حول أوجاع القلب وهموم الروح. كرست معظم أشعارها للبحث عن مفردات تترجم الرؤى الشعرية السامية الأبعاد والمرامي. تنسج شاعرتنا رؤاها الشعرية في قالب حوارية مع شاعر يكتب القصيدة التقليدية الخاوية على عروشها؛ إذ لا حياة ولا نفس فيها:
لا، انت لست بشاعر
أجزم أنك لست بشاعر
ولم تقترب من عتبة الشعر السامي . . .
انت تكتب سطوراً، أبياتا،
أنت ترصف كلمات وجملاً . . .
الشعر، يا صديقي!
بوح روح
أنة قلب
لكنك تسرع فتلقي كلماتك
وتحسب أنها تلتصق بأفئدتنا.
لا، لا، لا!
الشعر، يا صديقي
نفحة تتجه نحو انكسارات الروح
الشعر عزف تسمعه القلوب المتصدعة
الشعر كنف تستظله الأرواح
هذا هو الشعر
إنه ليس مجرد قواف وهياكل
إنه روح تبحث عن أرواح ظامئة إلى الدفء
إنه قلب يتجه نحو قلوب متحطمة . . .
هذا هو الشعر
إنه يغني أغنية الحياة والأمل
إنه يرسم بسمة أطفال تزين البراءة وجوههم النضيرة
إنه يصور نحلة تمضي أوقاتها لتصنع شهدا ينعش البشر
إنه يسعى ليؤكد أن الحياة جميلة وسعيدة إن عرف الناس كيف يحيونها
أقول لك بلسان جريح
كفَّ عن الصنعة والتزويق!
كف عن الديباجة والفذلكة!
كف عن المألوفات الرتيبة!
ضخ حياة ودما في مفرداتك!
أرفدها بدلالات جديدة تستمدها من روحك الرومانسية!
أطلق العنان لخيالك
فيمدك بأبدع الصور وأرقها.
افتح قلبك، فتشرق أنوار إبداعك!
افتح روحك، فتضيء المحبة فيها!
وهنا، وهنا تبدأ القصيدة
ويولد الإبداع، ويولد الإبداع.
ا.د. إلياس خلف