شعر :في لحظةِ انتشاءٍ

يستغرقُ المؤلفُ في زخرفةِ اللامرئي من رؤاه
يضمّنُ وحيَهُ أقاصي الحنو
وحينَ يطيبُ الخلقُ يفطمُهُ عن الخيال
تتنزّلُ بريّةٌ برتبةِ رسلٍ للقمر
تتشردُ في وعورةِ المفاهيمِ الأرضيّة
دونَ جوائزَ ترضية!
إنّها أفكارٌ ممشوقةُ الإقناعِ
كعشبٍ يتأرجحُ على كتفِ ساقيةٌ
ظنّها جنّةً
حتّى ثقبَتْ قدميهِ الآه
وما زالَ يديمُ الشّكرَ لنعمةِ الوجعِ
الطّيبونَ..
يلهمونَ الخديعةَ
فالملحُ على خدِّ السّكّرِ بِدعةٌ
ورغمَ ذلكَ..
يتداولونَ الأحداثَ كالمكسّراتِ
ويتجرّعونِ بشغفٍ فلسفةَ الرّضا
فمجمعُ الرّسلِ منعقدٌ دائماً..
لدرءِ البلوى عنهم
بينما البلوى تقصفُ أعمارَهمْ
إنّهم خبراءٌ في الطّعومِ المُتطرّفةِ
كالفرحِ القاهرِ إن فوّتَهم حادثُ المحوِ
بعدَ الانهيارِ المؤسفِ لجسرِ الحظِّ
ولهم هواياتٌ باقيةٌ من صلةِ القمرِ:
التّجسّسُ على مظروفِ اللّيلِ
إن وردَ فيه ذِكرٌ /لزودةٍ في الغفران/
وانتظارُ الخيولِ على أطرافِ المدينةِ
الّتي ستحرّرُ الحكاياتِ من نهاياتِها الحزينةِ
ولهم جرأةُ مصاحبةِ الخيباتِ بالعلنِ
فالعودُ الغضُّ لا ينكرُ بطولاتِ الرّيحِ!
الطّيّبون سريعو العدوى بالحبِّ
وكثيراً ما تمرُّ المخيّلةُ في أراضي الصّدفِ الدّافئةِ
يحتكرون الله في مواويلهم
فيلبّيهم فرحٌ مستعجلٌ كمضمضةٍ للمزاجِ
فالجوزُ في هذه الأنحاءِ فقدَ أسنانَهُ!
بينهم وبين الحياةِ علاقةُ شغفٍ غير منصفةٍ
يسرفونَ في التّوقِ
ويغرونَها بحياءٍ
وهي تلاحقُهم كجابي الضّرائبِ
فإنْ أغمضوا بركاتِهم يمرضُ الدّفء
وللطّيّبينَ..
مناقبيةُ الموتِ في خانةِ الأطفالْ!
من ثلاثية ( ألف باء التفاح..)…
سعاد محمد

المزيد...
آخر الأخبار