يامن رأيتني عاجزاً دلّني ! لم تعد حروف الأبجدية تنفعني!..
يامن رأيتني يائساً دلّني لم تعد المعاجم تنفعني… بحثت في ارجائها قاطبة فلم أجد كلمة اصف بها حبيبتي لم أجد معنى أعبر به عن جمالها عن ضحكاتها عن رشاقتها… لم اجد كلمة اصف بها ذاك الاكليل الياسميني المتوضع على رأسها والممتد إلى أسفل عنقها…
أو أن اصفها حين ارتدت ثوبها البني الداكن الذي حمل بين طياته ألوان الحاضر والماضي وهي تتراقص غنجاً ودلالاً وخجلاً..
لم أجد حروفاً أنسج منها تعابير تصف عينيها الساحرتين المائلتين إلى الزرقة أو تصف الحمرة التي سكنت محور كل من خديها!..
أيا ليتني أكتشف حروفاً تترجم ذاك الشموخ المرتسم على هامها أو تترجم تلك الكلمات الغريبة التي تعيد الفؤاد إلى الراحة والطمأنينة وإلى العبادة والعقلانية، تلك الكلمات التي خرجت من فيها العجيب!!..
لم أعجز ومضيت اجتهد واجتهد لعلني أجد مثلاً شعبياً أو شعراً يناسب تلك الهمسات المصحوبة بابتسامة رقيقة، تلك الهمسات هي أشبه بهمسات ابناء صلخد وشهبا..
واأسفا… إنني لم ألتقط وصفاً من أحد كتب العشاق تليق بقطرات الماء المنهلة من شعرها لتعانق حاجبيها وأطراف رمشيها…
ياويحي لقد فاتتني تلك اللحظات!.. حين كانت الفاتنة تلهو وتتراكض كطفلة بريئة في ساحة مدرج عظيم سكنه العمق والجمال.
أتودون أن تعرفوا من هي حبيبتي!.. حبيبتي هي سورية…
فأما ذاك الإكليل فهو ياسمين الفيحاء وأما الثوب البني الداكن فيا مرحباً بنواعير أم الفداء وأما ذاك الشموخ فلله درك ياقلعة الشهباء وأما العينان الساحرتان فهما شواطئ اللاذقية وطرطوس…
وأما تلك الكلمات والأصوات فما أحلى بأصوات مساجد وكنائس حمص وإدلب…
والقطرات ماهي إلا فرات الجزيرة السورية وما حولها… والهمسات هي لغة أبناء السويداء…
أما الحمرة فليس هناك أطيب وألذ من تفاح الجولان والقنيطرة… والمدرج هو ذاك مدرج بصرى…
فيا من رأيتني يائساً دلني فلم تعد المعاجم تنفعني..!!
عاشقة الوطن
نور عبد الرحمن الشيخ يوسف