يا زهرةَ الأدّبِ السامي وضّوْعَتَهُ
ولا المغاني الغواني المًتْرفاتُ شذاً
وليس نفحات أوْرادِ الربيع سوى
حتى أغاريدُ هاتيك الطيور فقّدْ
وإنْ سقى سَجْعُها الأوْرادَ مُزدهراً
فيَنْضَبُ البَوْحُ مَسْفوحاً على فَنَن ٍ
*
حوْاءُ يا نايَ أحلام العُصور غدا
ويَسْتجدُّ ضياءً مِن بوارقه
على العَوالم والأقمار مِنه هُدى
ومّوْكبٌ من غضاراتٍ مُنَضَّرة ٍ
تصْطافُ في مجدِها السَبْعُ الطباقُ صباً
على مَطالِعِها الآزالُ باذِخةٌ
*
زهراءُ يا روْعَةَ الإصباح قانتةً
إسراؤها قافيات شاقها وَرعٌ
عبيرُها عبقريّات وعندلة ٌ
ورائعاتُ عهود ٍ في البهاء نمّتْ
فأنتِ أنتِ ملاكُ الشعر يَقْدُمُهُ
سادتْ رؤاهُ الغوادي الراهباتُ سَنىً
له جبابرةُ الأزمان قد جنحوا
على هُدَاهُ دُهاةٌ الإنس قد رَكعوا
لوْلاكِ زهرُ الرُبا أوْدى به الفرقُ
لوْلاك إلا قفارٌ آدها الرَهَق
رؤىَ تولتْ ظماءً شاقها الرَمق
تناهبتها على أفنانها الحُرَق
تكادُ تأسره الحسراتُ ، والحَنَق
واللحْنُ ينهبَه في عَصْفِه النَزَق
* *
منه الخلودُ على الآجالِ ينْدَفق
تضوع آلاؤهُ الهيْمى وتأتلق
رياضه الشعرُ في ثغر الدُنى لبق
نفائس البوح فيها مَوْرِدٌ غدَق
إذ مجدُها أرجُ الفردوس ينطلق
وفي سحاباتها الآبادُ تسْتبق
* *
في فجرها الكوْكبُ الدُرّيُّ يلتحق
لها على كل نجم باسقٍ نسق
وسحرُ نجُوى به الأرواحُ تنعتق
من سدرة المنتهى كالطيب تنبثق
فنٌّ جميلٌ به أهلُ النهى زرقوا
للعالمين ادّكاراتٌ ومنطلق
وفي شآبيبه السكرى ضحىً لحقوا
في ظلّهِ عُظماءُ الفكر قد عِلقوا
ثابت مخلف