قصة مثل جزاؤه جزاء سنمار

أراد النعمان الأول بن امرئ القيس ملك الحيرة ، بناء قصر لا مثيل له ، فذكروا له مهندس من بلاد الروم يدعى سنمار ، فاستدعاه إلى الحيرة و طلب منه بداية رسما للقصر الذي عرف فيما بعد بقصر الخورنق ، و بعد انتهاء الرسم البديع ، تم بناء الخورنق ، حيث بني القصر على مرتفع قريب من الحيرة ، حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر وتعود إلى النهر من الناحية المنخفضة ، و بعد انتهاء البناء صعد النعمان و حاشيته و سنمار إلى أعلى القصر ، و أعجبه المنظر الفائق الجمال ، و الإطلالة التي تفرد به القصر ، فقال : البناء فقال: «ما رأيت مثل هذا البناء قط»، فأجاب سنمار: «لكنني أعلم موضع ( آجرة ) لو زالت لسقط القصر كله»، فسأله الملك: «أيعرفها أحد غيرك؟»، فقال سنمار: «لا، لو عرفت أنكم توفونني وتصنعون بي ما أنا أهله، لبنيت بناءً يدور مع الشمس حيثما دارت»، فغضب الملك فإنه لا يجوز أن يظل حيًا من يعرف موضع هذه الآجرة ، ومن يستطيع أن يبني أفضل من هذا القصر ، فأمر بقذف سنمار من أعلى نقطة بالقصر ، فكان حتف سنمار الذي بنى أجمل القصور ، و هكذا أصبحت القصة مثلاً بين الناس، يقال «جزاؤه جزاء سنمار»، لمن يُجزى بالإحسان الإساءة.
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار